الإعراب:
بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ بِالَّتِي في موضع نصب لأنه خبر ما.
ودخلت الباء في خبر ما لتكون بإزاء اللام في خبر «إنّ» لأن «إن» للإثبات، وما للنفي. وإِلَّا مَنْ آمَنَ في موضع نصب على الاستثناء، ولا يجوز أن يكون منصوبا على البدل من الكاف والميم في تُقَرِّبُكُمْ لأن المخاطب لا يبدل منه. لكن جاء إبدال الغائب من المخاطب، بإعادة العامل في قوله تعالى: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب ٣٣/ ٢١] أبدل منه بإعادة الجار، فقال: لمن كان يرجو.
البلاغة:
يَبْسُطُ وَيَقْدِرُ بينهما طباق.
وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى فيه التفات من الغائب إلى المخاطب للمبالغة في تحقيق الحق، وفيه إيجاز بالحذف لدلالة السياق عليه، حذف خبر الأول لدلالة الثاني عليه، أي ما أموالكم بالتي تقربكم، ولا أولادكم بالذين يقربونكم عندنا.
إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ مقابلة بين عاقبة الأبرار والفجار.
كافِرُونَ لا يَعْلَمُونَ آمِنُونَ مُحْضَرُونَ ٣٨ فيها توافق الفواصل الذي فيه جميل الوقع على السمع.
المفردات اللغوية:
قَرْيَةٍ أهل قرية أي بلد. نَذِيرٍ ينذرهم ويحذرهم عقاب الله. مُتْرَفُوها أثرياؤها وقادة الشرّ فيها. كافِرُونَ مكذبون لكم بما أرسلتم به من التوحيد والإيمان. وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قاسوا أمر الآخرة المفترضة عندهم على أمر الدنيا، واعتقدوا أنهم لو لم يكونوا مكرمين عند الله لما رزقهم، ولولا أن المؤمنين هانوا عليه لما حرمهم.
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ يوسعه لمن يريد امتحانا. وَيَقْدِرُ يضيقه لمن يشاء ابتلاء. وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فيظنون أن كثرة الأموال والأولاد للشرف والكرامة، وكثيرا ما يكون للاستدراج. زُلْفى قربى أي تقريبا، ويصح: زلفة: قربة. إِلَّا مَنْ آمَنَ لكن من آمن. جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا الجزاء المضاعف للحسنات، أي الحسنة بعشر فأكثر. الْغُرُفاتِ غرفات الجنة، وقرئ: الغرفة، بمعنى الجمع. آمِنُونَ من جميع ما يكرهون من الموت وغيره.