وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ استعارة تصريحية، استعار المشبه به وهو الأعمى للكافر، لعدم الاهتداء إلى الطريق الصحيح، واستعار البصير للمؤمن لاهتدائه إلى منهج الاستقامة ووضوح الطريق أمامه.
وزيادة لَا في الآيات [٢٠- ٢٢] في المواضع الثلاثة للتأكيد.
نَذِيرٌ بِالْكِتابِ الْمُنِيرِ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ توافق الفواصل ذو التأثير في جمال الكلام والوقع على النفس.
المفردات اللغوية:
الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ الأول: فاقد البصر، والثاني له ملكة البصر، والمراد تشبيه الكافر بالأعمى، وتشبيه المؤمن بالبصير. الظُّلُماتُ والنُّورُ شبه الباطل بالظلمات، وشبه الحق بالنور. الظِّلُّ والْحَرُورُ أراد بالظل الجنة وأراد بالحرور النار. والْحَرُورُ السموم، إلا أن السموم بالنهار، والحرور بالليل والنهار. الْأَحْياءُ والْأَمْواتُ شبه المؤمنين بالأحياء، وشبه الكافرين بالأموات. إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ هدايته، فيجيب بالإيمان. وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ أي الكفار، شبههم بالموتى الذين لا يجيبون.
إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ أي ما أنت إلا منذر لهم، أو ما عليك إلا الإنذار والتبليغ، أما الإسماع فليس إليك، ولا قدرة لك عليه لأن الهدى والضلالة بيد الله عز وجل. إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ أي إرسالا مصحوبا بالحق، وهو الهدى، فيشمل المرسل والمرسل، فكلاهما محق. بَشِيراً وَنَذِيراً مبشرا من أجابك بالجنة، ومنذرا من لم يجبك بالنار. وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ أي ما من جماعة كثيرة أو أهل عصر. إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ سلف ومضى فيها منذر مخوف من نبي أو عالم ينذر عنه، واكتفى بالنذير لأن الإنذار قرين البشارة، سيما وقد قرن به من قبل، أو لأن الإنذار هو المقصود الأهم من البعثة.
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أي إن يكذبك أهل مكة فقد كذبت الأمم الماضية أنبياءهم. بِالْبَيِّناتِ المعجزات الدالة على صدقهم في نبوتهم. وَبِالزُّبُرِ أي الكتب المكتوبة، كصحف إبراهيم، جمع زبور: أي كتاب، والكتاب: ما فيه شرائع وأحكام. أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا بتكذيبهم. فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ فكيف كان إنكاري عليهم بالعقوبة والإهلاك.
المناسبة:
بعد بيان طريق الهدى وطريق الضلالة، واهتداء المؤمن الذي يخاف ربه،