تقديره: الذي غفره لي ربي، وحذف تخفيفا، وإما مصدرية، أي بغفران ربي لي، وإما استفهامية، وفيه معنى التعجب من مغفرة الله، تحقيرا لعمله وتعظيما لمغفرة ربه، لكن في هذا الوجه ضعف لأنه لو كانت استفهامية لزم حذف الألف منها، فتصير (بم).
البلاغة:
اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً إطناب بتكرار الفعل.
أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً استفهام للتوبيخ.
قِيلَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ مجاز بالحذف، أي لما أعلن إيمانه قتلوه، فقيل له: ادخل الجنة.
أَرْسَلْنا الْمُرْسَلُونَ تَطَيَّرْنا طائِرُكُمْ فيهما جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية:
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أي: ومثّل لهم مثلا، والمعنى: واضرب لهم مثلا مثل أصحاب القرية، أي اذكر لهم قصة عجيبة قصة أصحاب القرية، والمثل الثاني بيان للأول. والمثل: الصفة والحال الغريبة التي تشبه المثل في الغرابة. أَصْحابَ الْقَرْيَةِ قال القرطبي: هذه القرية: هي أنطاكية في قول جميع المفسرين. إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ هم أصحاب عيسى، بعثهم إلى أهل أنطاكية للدعوة إلى الله. فَكَذَّبُوهُما في الرسالة. فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ قوّينا وأيدنا بثالث، وقرئ: فعززنا بالتخفيف: أي غلبنا وقهرنا.
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا أي مشاركون لنا في البشرية، فليس لكم مزية علينا تختصون بها.
وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ مما تدّعونه أنتم، ويدّعيه غيركم ممن قبلكم من الرسل وأتباعهم. إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ أي ما أنتم إلا كاذبون في ادعاء ما تدّعون من ذلك. رَبُّنا يَعْلَمُ جار مجرى القسم، وقد أكدوا الجواب بالقسم وباللام، ردا على زيادة إنكارهم.
الْبَلاغُ الْمُبِينُ أي التبليغ الواضح للرسالة بالأدلة الواضحة وهي معجزات عيسى عليه السلام من إبراء الأكمه والأبرص والمريض وإحياء الميت، وليس علينا غير ذلك. تَطَيَّرْنا تشاءمنا بكم، وذلك لاستغرابهم ما ادّعوه، واستقباحهم له ونفورهم عنه. لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا تتركوا هذه الدعوة، وتعرضوا عن هذه المقالة، واللام لام القسم. لَنَرْجُمَنَّكُمْ بالحجارة. عَذابٌ أَلِيمٌ مؤلم، شديد.
طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أي سبب شؤمكم معكم، وهو الكفر والتكذيب، فهو سبب الشؤم لا نحن.
أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ أي: أإن وعظناكم وخوفناكم وذكرناكم بالله، ادعيتم أن فينا الشؤم عليكم، والمراد بالاستفهام: التوبيخ. مُسْرِفُونَ متجاوزون الحد في الشرك ومخالفة الحق.