بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ على قراءة التنوين هذه تكون ذِكْرَى بدلا من بِخالِصَةٍ وتقديره: إنا أخلصناهم بذكرى الدار، ويجوز نصبه ب بِخالِصَةٍ لأنه مصدر كالعافية والعاقبة.
وقرئ بترك التنوين بجعل ذِكْرَى مجرورا بالإضافة وهي إضافة بيان.
جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ جَنَّاتِ: بدل منصوب من لَحُسْنَ مَآبٍ.
ومُفَتَّحَةً صفة لجنات، وفيه ضمير عائد إلى جَنَّاتِ وتقديره: جنات عدن مفتحة هي، أو حال وعامله ما في المتقين من معنى الفعل. والْأَبْوابُ إما مرفوع ب مُفَتَّحَةً وإما مرفوع بدلا من ضمير مُفَتَّحَةً. تقول: فتحت الجنان: إذا فتحت أبوابها، قال تعالى:
وَفُتِحَتِ السَّماءُ، فَكانَتْ أَبْواباً [النبأ ٧٨/ ١٩].
مُتَّكِئِينَ حال من الهاء والميم في لَهُمُ.
إِنَّ هذا لَرِزْقُنا، ما لَهُ مِنْ نَفادٍ ما لَهُ: حال من: لَرِزْقُنا، أو خبر ثان ل إِنَّ.
البلاغة:
أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ استعارة تصريحية، استعار الْأَيْدِي للقوة في العبادة، والْأَبْصارِ للتبصر في الدين.
هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ، جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ بينها وبين ما يأتي في المقطع الآتي مقابلة وهي: هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ.
هذا ما تُوعَدُونَ التفات من الغيبة إلى الخطاب للعناية بهم.
المفردات اللغوية:
عِبادَنا وقرئ: عبدنا.
أُولِي الْأَيْدِي أصحاب القوة في العبادة. وَالْأَبْصارِ أصحاب البصائر في الدين والفقه فيه ومعرفة أسراره. أَخْلَصْناهُمْ جعلناهم خالصين لنا. بِخالِصَةٍ بخصلة خالصة لا شوب فيها هي ذِكْرَى الدَّارِ أي تذكر الدار الآخرة والعمل لها.
الْمُصْطَفَيْنَ المختارين من أبناء جنسهم، جمع مصطفى. الْأَخْيارِ المفضلين عليهم في الخير، جمع خيّر: وهو المطبوع على فعل الخير. إِسْماعِيلَ هو ابن إبراهيم الخليل. وَالْيَسَعَ اللام زائدة، وهو نبي، ابن اخطوب استخلفه إلياس على بني إسرائيل، ثم صار نبيا.
وَذَا الْكِفْلِ ابن عم يسع، أو بشر بن أيوب، واختلف في نبوته ولقبه، والأصح أنه نبي،