مُدْبِرِينَ منصرفين عن موقف الحساب إلى النار ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ من عذابه مِنْ عاصِمٍ مانع يعصمكم من عذابه.
وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ يوسف بن يعقوب عليه السلام، من قبل موسى عليه السلام بِالْبَيِّناتِ بالمعجزات الظاهرات الدالة على صدقه هَلَكَ مات يوسف لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا فيه تكذيب رسالته في حياته والكفر بها، وتكذيب رسالة من بعده كَذلِكَ مثل إضلالكم يُضِلُّ اللَّهُ في العصيان مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ في معاصي الله مستكثر منها مُرْتابٌ شاك فيما شهدت به البينات على وحدانية الله ووعده ووعيده. سُلْطانٍ حجة قوية وبرهان ظاهر مَقْتاً المقت: أشد البغض كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ أي مثل إضلالهم يطبع (يختم) الله بالضلال على قلوب المتجبرين، ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه، وبالعكس.
وقرئ بتنوين قَلْبِ وكُلِّ على القراءتين يراد به عموم الضلال جميع القلب، لا عموم القلب.
المناسبة:
بعد أن حكى الله تعالى عن موسى عليه السلام أنه ما زاد في دفع شر فرعون الذي عزم على قتله، على الاستعاذة بالله، أبان تعالى أنه قيّض له رجلا من آل فرعون يدافع عنه، لتسكين الفتنة وإزالة الشر. واشتمل دفاعه على أمور ثلاثة كبري هي:
الأول- استنكار قتل موسى المؤمن بربه، المستضعف مع قومه في مواجهة قوم فرعون.
الثاني- تحذيرهم بأس الله في الدنيا والآخرة في المكذبين للرسل وهم جماعات الأحزاب كقوم نوح وعاد وثمود.
الثالث- تذكيرهم بما فعل آباؤهم الأولون مع يوسف عليه السلام من تكذيب رسالته ورسالة من بعده.