البلاغة:
وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً.. هذه الآية في قمة البلاغة والبيان وجمال الأسلوب والتناسق الفني في التعبير والأداء، فكأن الحركة ولمس معالم القدرة الإلهية وبعث الحياة تتمثل في جنباتها.
المفردات اللغوية:
وَمِنْ آياتِهِ جمع آية: وهي البرهان والحجة الدالة على وحدانية الله وقدرته الَّذِي خَلَقَهُنَّ أي خلق الآيات الأربع وسواها إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ أمر بالسجود ثم ذكر العبادة، لأن السجود أخص العبادات، وهو موضع سجدة التلاوة عند الشافعية، لاقتران الأمر به، وعند أبي حنيفة: آخر الآية الأخرى، لأنه تمام المعنى.
فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا عن الامتثال أو السجود لله وحده فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ أي الملائكة يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ يصلون له دائما، لقوله تعالى: وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ لا يملّون.
خاشِعَةً جامدة يابسة لا نبات فيها، وأصل الخشوع: التذلل، أستعير لحال الأرض الجدبة اليابسة اهْتَزَّتْ تحركت وَرَبَتْ انتفخت وعلت بالنبات إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ من الإحياء والإماتة.
المناسبة:
بعد بيان أن أحسن الأعمال والأقوال هو الدعوة إلى الله تعالى، ذكر الله تعالى الدلائل الدالة على وجود الله وقدرته وحكمته، كمادة للدعوة إلى الله، وتنبيها على أن الدعوة إليه تعالى هي تقرير الدلائل الدالة على ذات الله وصفاته. وقد ذكر هنا الدلائل الكونية الفلكية الأربعة وهي الليل والنهار والشمس والقمر، ثم أتبعها بآية أرضية في مرأى العين، وهي إنبات النباتات بالمطر في الأرض.