أدري أتبّع لعين أم لا؟»
ثم
قد روي عنه أنه قال فيما رواه أحمد عن سهل بن سعد: «لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم».
فهذا يدلك على أنه كان رجلا واحدا بعينه، وهو- واللَّه أعلم- أبو كرب الذي كسا البيت بعد ما أراد غزوه، وبعد ما غزا المدينة وأراد خرابها، ثم انصرف عنها لمّا أخبر أنها مهاجر نبي اسمه أحمد «١».
٤- لم يخلق اللَّه السموات والأرض عبثا ولهوا، وإنما خلقهما بالأمر الحق، وللحق، ولإقامة الحق وإظهاره من توحيد اللَّه والتزام طاعته، ولكن أكثر الناس وهم في الماضي مشركو مكة لا يعلمون ذلك.
٥- لم يذكر كفار مكة في نفي الحشر والنشر شبهة حتى يجاب عنها، ولكنهم أصروا على الجهل والتقليد في ذلك الإنكار، لذا اقتصر اللَّه تعالى على الوعيد والتهديد بأن يتعرضوا للهلاك مثلما أهلك قوم فرعون وقوم تبّع.
أهوال يوم القيامة التي يتعرض لها الكفار والعصاة
[سورة الدخان (٤٤) : الآيات ٤٠ الى ٥٠]
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ (٤٤)
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩)
إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (٥٠)

(١) تفسير القرطبي: ١٦/ ١٤٤ وما بعدها.


الصفحة التالية
Icon