ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ أي: وقولوا له تهكما وتقريعا وتوبيخا:
ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم في زعمك في الدنيا.
إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ أي إن هذا العذاب هو الذي كنتم تشكون فيه، حين كنتم في الدنيا. وهو كقوله تعالى: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا، هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ [الطور ٥٢/ ١٣- ١٤].
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على ما يأتي:
١- إن يوم القيامة هو يوم الحسم النهائي في مصير الخلائق، وهو يوم الفصل، لأن اللَّه تعالى يفصل فيه بين خلقه، فيتميز المسيء من المحسن، والمبطل من المحق، ويكون هناك فريقان: فريق في الجنة، وفريق في السعير. وهذا غاية في التحذير والوعيد.
٢- من خصائص يوم القيامة: فقد النصراء والأعوان والأقارب، فلا ينصر المؤمن الكافر لقرابته، لكن من رحمه اللَّه فإنه ينجو وينتصر بنصر اللَّه، ولا يحتاج إلى معونة المخلوقين، واللَّه سبحانه في ذلك اليوم هو المنتقم من أعدائه، الرحيم بأوليائه، كما قال: شَدِيدِ الْعِقابِ، ذِي الطَّوْلِ [غافر ٤٠/ ٢] فقرن الوعد بالوعيد.
٣- إن طعام أهل النار وهم الآثمون الفجار هو الثمر الشديد المرارة من شجرة الزقوم التي لا تقبل الاحتراق في النار، وهو لشدة حرارته ورداءته يغلي في بطون الكفار، كغلي الماء الشديد السخونة، فإذا جاع أهل النار أكلوا منها، فغلت في بطونهم كما يغلي الماء الحار.
٤- يتعرض أهل النار لأنواع كثيرة من الإهانة والذل، منها: أنهم بواسطة


الصفحة التالية
Icon