الشرائع. وَفَّى أتم ما أمر به، وذلك مثل قوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة ٢/ ١٢٤]. أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى أي لا تحمل نفس حمل أي ذنب غيرها. وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى أي وأنه ليس لإنسان إلا ما سعى من خير، فليس له من سعي غيره للخير شيء. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى يبصر في الآخرة، ويراه أهل القيامة تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء.
يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى أي يجزي الإنسان سعيه بالجزاء الأكمل أو الأوفر. الْمُنْتَهى المرجع والمصير والنهاية بعد الموت يوم القيامة. أَضْحَكَ أي من شاء أفرحه. وَأَبْكى ومن شاء أحزنه. أَماتَ في الدنيا. وَأَحْيا للبعث. خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الصنفين. مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى من مني إذا تدفق وصب في الرحم، فقوله: تمنى أي تصبّ في الرحم. النَّشْأَةَ الْأُخْرى الخلقة الأخرى للبعث بعد الخلقة الأولى، بإعادة الأرواح في الأجساد حين البعث.
أَغْنى وَأَقْنى أعطى المال من شاء، وأفقر من شاء. رَبُّ الشِّعْرى الكوكب المضيء خلف الجوزاء، يسمى العبور، كانت طائفة من العرب تعبده في الجاهلية. وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى القدماء وهم قوم هود: وهم ولد عاد بن إرم بن عوف بن سام بن نوح، وعاد الأخرى:
من ولد عاد الأولى، وهم ثمود قوم صالح كما قال المبرد. وَثَمُودَ فَما أَبْقى ثمود: قوم صالح، فما أبقى أحدا منهم، وَثَمُودَ بلا صرف: اسم للقبيلة، وهو معطوف على عاداً وبالصرف:
اسم للأب. وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ أي قبل عاد وثمود أهلكناهم. إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى من عاد وثمود، لأنهم مع عدم إيمانهم بنوح عليه السلام على مدى ألف سنة إلا خمسين عاما كانوا يؤذونه ويضربونه. وَالْمُؤْتَفِكَةَ قرى قوم لوط، سميت بذلك، لأنها ائتفكت بأهلها، أي انقلبت بهم، ومنه الإفك، لأنه قلب الحق. أَهْوى أسقطها وقلبها في الأرض بعد أن رفعها إلى السماء، بأمر جبريل بذلك. فَغَشَّاها غطّاها بالحجارة وغيرها: ما غَشَّى ما غطّى، أبهم ذلك تهويلا وتعميما لما أصابهم.
سبب النزول:
سبب نزول الآيات (٣٣- ٤١) :
قال مجاهد وابن زيد فيما أخرجه الواحدي وابن جرير: نزلت في الوليد بن المغيرة، وكان قد اتبع رسول الله ﷺ على دينه، فعيّره بعض المشركين، وقال:
لم تركت دين الأشياخ وضللتهم، وزعمت أنهم في النار؟ قال: إني خشيت عذاب الله، فضمن له إن هو أعطاه شيئا من ماله، ورجع إلى شركه، أن يتحمل