كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ: في موضع نصب على الحال من قاصِراتُ الطَّرْفِ وتقديره: فيهن قاصرات الطرف مشبهات الياقوت والمرجان.
البلاغة:
وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ جناس ناقص أو جناس الاشتقاق، لتغير الشكل والحروف. فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ إيجاز بحذف الموصوف وإبقاء الصفة، أي نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن.
المفردات اللغوية:
لِمَنْ خافَ لكل من خاف، بأن كفّ عن المعاصي واتبع الطاعات، والأصل في الخوف:
توقع مكروه في المستقبل، وهو ضد الأمن. مَقامَ رَبِّهِ قيامه بين يدي ربه للحساب، فترك معصيته، أي خاف الموقف الذي يقف فيه العباد للحساب، أو قيامه على أحواله واطلاعه عليه.
جَنَّتانِ روحانية وجسمانية. أَفْنانٍ أغصان جمع فنن كطلل، أو أنواع من الأشجار والثمار، جمع فنّ. فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ حيث شاؤوا في الأعالي والأسافل، قيل: إحداهما التسنيم، والأخرى السلسبيل.
فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ من كل نوع من أنواع الفاكهة. زَوْجانِ صنفان أو نوعان:
رطب ويابس. فُرُشٍ جمع فراش للنوم والراحة. بَطائِنُها جمع بطانة وهي القماش الرقيق الداخلي. إِسْتَبْرَقٍ ما غلظ من الديباج وخشن، أي الحرير الثخين، والظهائر: من السندس.
وَجَنَى ثمر. دانٍ قريب التناول، يناله القائم والقاعد والمضطجع.
فِيهِنَّ أي في الجنتين وما اشتملتا عليه من الفرش والقصور والعلالي والحور ونحوها أو في هذه الآلاء المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة والفرش والجنى (الثمر). قاصِراتُ الطَّرْفِ أي نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن المتكئين من الإنس والجن، لا ينظرن إلى غيرهم، وهن من الحور أو من نساء الدنيا. لَمْ يَطْمِثْهُنَّ لم يمسسهن أو لم يفتضهن، وفيه دليل على أن الجن يطمثون.
إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ لا من الإنس ولا من الجن.
كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ في صفاء الياقوت أو في حمرة الوجه، والياقوت: الحجر الأملس الصافي المعروف. (والمرجان) هو الخرز الأحمر، أو صغار اللؤلؤ والدر في بياض البشرة وصفائها، وتخصيص الصغار لأنهن أنصع بياضا من الكبار. هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ في العمل. إِلَّا الْإِحْسانُ في الثواب، وهو الجنة.