فقه الحياة أو الأحكام:
يستنبط من الآيات ما يأتي:
١- لزوم تقوى الله في أوامره ونواهيه، وأداء فرائضه واجتناب معاصيه.
٢- أعاد الله تعالى الأمر بالتقوى مرة ثانية للتأكيد، أو يحمل الأمر الأول على أداء الواجبات والتوبة فيما مضى من الذنوب، والثاني على ترك المعاصي في المستقبل.
وكان النبي ﷺ يستشهد بهذه الآية في الحث في خطبه على عمل الخير والمعروف، أخرج أحمد ومسلم عن المنذر بن جرير عن أبيه، قال: كنا عند رسول الله ﷺ في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار «١» أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتغير وجه رسول الله ﷺ لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وأقام الصلاة، فصلى ثم خطب، فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ إلى آخر الآية [النساء ٤/ ١] وقرأ الآية التي في الحشر: وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ.
«تصدّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره»، حتى قال: «ولو بشق تمرة». فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت رسول الله ﷺ يتهلل وجهه كأنه مذهّبة «٢»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(١) أي مخططي الثياب.
(٢) أي صفحة مموهة بالذهب.


الصفحة التالية
Icon