لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ هذا هو المشهور، وقرئ لَيُخْرِجَنَّ بفتح الياء، وهو فعل لازم مضارع (خرج) إلا أنه نصب الْأَذَلَّ على الحال، وهو شاذ، لأن الحال لا يكون فيها الألف واللام، مثل: «مررت به المسكين» منصوب على الحال، وقولهم: ادخلوا الأول فالأول.
البلاغة:
سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ بينهما طباق السلب.
مُسْتَكْبِرُونَ، الْفاسِقِينَ، لا يَفْقَهُونَ، لا يَعْلَمُونَ | إلخ، توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات. |
تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ أي احضروا معتذرين يطلب لكم الرسول المغفرة. لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ عطفوها وأمالوها إعراضا واستكبارا عن ذلك واستهزاء. يَصُدُّونَ يعرضون عن الاستغفار وعن القائل. وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ عن الاعتذار. لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ لرسوخهم في الكفر.
الْفاسِقِينَ الخارجين عن طاعة الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم.
هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لأصحابهم من الأنصار. لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ من المهاجرين. حَتَّى يَنْفَضُّوا يتفرقوا عنه. وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي خزائن الأرزاق فيهما، فبيده الأرزاق، وهو الرزاق للمهاجرين وغيرهم. لا يَفْقَهُونَ لا يعلمون ذلك لجهلهم بالله، فهم لا يدركون عظمة الله وقدرته وسعته.
لَئِنْ رَجَعْنا من غزوة بني المصطلق. الْأَعَزُّ أي المنافقون. الْأَذَلَّ أي المؤمنين في زعمهم. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ الغلبة والنصرة والقوة. لا يَعْلَمُونَ ذلك من فرط جهلهم وغرورهم.
سبب النزول:
نزول الآية (٥) :
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ..: أخرج ابن جرير عن قتادة قال: قيل لعبد الله بن أبي: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فاستغفر لك، فجعل يلوي رأسه، فنزلت فيه:
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ: تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ الآية. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة مثله.