مَوْلاهُ وليه وناصره. وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ مثل أبي بكر وعمر، هم ناصروه أيضا، والمراد بالصالح: الجنس. وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ظهراء أعوان له وأنصار مساعدون، بعد نصر الله والمذكورين.
عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ هذا على التغليب أو تعميم الخطاب، أي عسى إن طلق النبي أزواجه أن يبدله (بالتشديد والتخفيف) أزواجا خيرا منهن.
مُسْلِماتٍ مقرّات بالإسلام منقادات. مُؤْمِناتٍ مصدقات مخلصات. قانِتاتٍ طائعات. تائِباتٍ عن الذنوب. عابِداتٍ متعبدات لله متذللات لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
سائِحاتٍ صائمات، سمي الصائم سائحا، لأنه يسيح في النهار بلا زاد، أو مهاجرات.
ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً مشتملات على الصنفين. ويلاحظ أنه بدأ في وصفهن بالإسلام وهو الانقياد، ثم بالإيمان وهو التصديق، ثم بالقنوت وهو الطواعية، ثم بالتوبة وهي الإقلاع عن الذنب، ثم بالعبادة وهي التلذذ بالمناجاة لله، ثم بالسياحة وهي كناية عن الصوم. وأما الثيوبة والبكارة فلا يجتمعان في امرأة واحدة، لذا عطف أحدهما على الآخر، ولو لم يأت بالواو لاختل المعنى. وذكر الجنسين لأن في أزواجه ﷺ من تزوجها بكرا، وفيهن الثّيّاب.
سبب النزول:
نزول الآية (١، ٢) :
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ: ذكر العلماء روايات في سبب نزول الآيتين، الصحيح منها كما ذكر ابن كثير وغيره أنهما نزلتا في تحريم العسل، كما قال البخاري عند هذه الآية.
أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن عائشة أنها قالت: «كان رسول الله ﷺ يحب الحلواء والعسل، وكان إذا انصرف عن العصر دخل على نسائه، يمكث عند زينب بنت جحش، فيشرب عندها عسلا، فتواطأت أنا وحفصة أنّ أيّتنا دخل النبي ﷺ عليها، فلتقل له: إني أجد منك ريح مغافير «١»، أكلت مغافير، فقال: لا، بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود إليه، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا».

(١) المغافير: نبت كريه الرائحة، أي صمغ حلو له رائحة كريهة من شجر العرفط في الحجاز.


الصفحة التالية
Icon