فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يأتي:
١- لا يعلم الغيب أحد سوى الله تعالى، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل، فأطلعهم الله على ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم، وجعله معجزة لهم، ودلالة صادقة على نبوتهم ممن ارتضاه من رسول. أما المنجم ونحوه ممن يضرب بالحصى، وينظر في الكتب، ويزجر بالطير، فهو كافر بالله، مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه.
لكن قد يصادف الواقع إخبار هؤلاء المنجمين ونحوهم عن بعض الوقائع في المستقبل، اعتمادا على بعض الدلالات والقرائن والحسابات، ولكن هذا لا يصلح قاعدة عامة، ولا مبدأ مطردا لا يخطئ فإن العلم بالغيب المختص بالله هو العلم الشامل الصادق في كل الأحيان. كما أن الله تعالى يظهر أحيانا بعض الكرامات بالإلهام على يد بعض أوليائه المخلصين، فيخبرون عن وقوع بعض الوقائع في المستقبل. وهذا ثابت بالأمثلة الكثيرة قديما وحديثا، وأيده العلم الحديث، ولكن لا يصح اعتبار ذلك صنعة أو حرفة أو حكما في الأمور لأن مرجع ذلك كله إلى الله تعالى ومشيئته ومراده، لا إلى خبرة ثابتة أو إلى تصرف الإنسان حسبما يريد.
٢- يحفظ الله رسله ووحيه من استراق الشياطين والإلقاء إلى الكهنة، قال الضحاك: ما بعث الله نبيا إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين عن أن يتشبهوا بصورة الملك، فإذا جاءه شيطان في صورة الملك قالوا: هذا شيطان فاحذره. وإن جاءه الملك قالوا: هذا رسول ربّك.
٣- لقد أخبر الله تعالى نبيه محمدا بحفظه الوحي ليعلم أن الرسل قبله كانوا