هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ سجع مرصع، وهو توافق الفواصل في الحرف الأخير.
المفردات اللغوية:
انْطَلِقُوا وفي قراءة «انطلقوا» إخبارا عن امتثالهم للأمر اضطرارا. إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ظل دخان جهنم، إذا ارتفع افترق ثلاث فرق، لعظمه، والشعب: الفروع.
لا ظَلِيلٍ لا وقاية فيه من حرّ ذلك اليوم، وهو تهكم بهم، وردّ لما أوهم لفظ الظلل.
وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ لا يفيدهم من حرّ اللهب شيئا، واللهب: شعلة النار. إِنَّها أي النار. بِشَرَرٍ ما تطاير من النار، جمع شرارة. كَالْقَصْرِ كالبناء الكبير المشيد في عظمه وارتفاعه.
جِمالَتٌ جمع جمل، وقرئ: جمالات: جمع الجمع. صُفْرٌ في الهيئة واللون، وقيل:
سود، فإن سود الإبل يضرب إلى الصفر، والأول تشبيه في العظم والارتفاع، الثاني في العظم والارتفاع واللون، والكثرة والتتابع والاختلاط وسرعة الحركة. هذا أي يوم القيامة، وقرئ:
يوما، أي هذا المذكور واقع يومئذ. لا يَنْطِقُونَ فيه بشيء يستحق الذكر، فإن النطق بما لا ينفع كلا نطق. الْفَصْلِ بين المحق والمبطل. جَمَعْناكُمْ أيها المكذبون من هذه الأمة.
وَالْأَوَّلِينَ من المكذبين قبلكم، فتحاسبون وتعذبون جميعا. فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ أي إن كان لكم حيلة في دفع العذاب عنكم، فافعلوها واحتالوا علي. وهذا تقريع لهم على كيدهم للمؤمنين في الدنيا، وإظهار لعجزهم. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ عذاب يوم القيامة لمن كذب بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، إذ لا حيلة لهم في التخلص من العذاب.
المناسبة:
بعد أن هدد الله تعالى الكفار بعذاب يوم الفصل والقيامة، أبان كيفية عذابهم في الآخرة، بزجهم في النيران، وافتضاحهم على رؤوس الأشهاد، حيث لا عذر لهم ولا حجة في قبائحهم، وتعذيبهم بالتقريع والتخجيل، وتلك أنواع ثلاثة أخرى من أنواع تخويف الكفار وتهديدهم.
التفسير والبيان:
أخبر الله تعالى عما يقال يوم القيامة للكفار المكذبين بالمعاد والجزاء والجنة