ورزقه، وتذليل الأرض للعيش الهني عليها وحفظها من الخسف، وحفظ السماء من إنزال الحجارة المحرقة المدمرة للبشر، كما دمرت الأمم السابقة المكذبة رسلها، وإمساك الطير ونحوها من السقوط، وتحدي الناس أن ينصرهم غير الله إن أراد عذابهم (الآيات: ١٣- ٢٠).
وأردفت ذلك في الخاتمة بإثبات البعث، وحصر علمه بالله تعالى، وإنذار المكذبين بدعوة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتحذيرهم من إيقاع العذاب بهم، وإعلان وجوب التوكل على الله، والتهديد بتغوير الماء الجاري في الأنهار والينابيع دون أن يتمكن أحد بإجرائه والإتيان ببديل عنه (الآيات: ٢٥- ٣٠).
والخلاصة: أن السورة إثبات لوجود الله تعالى ووحدانيته ببيان مظاهر علمه وقدرته، وإنذار بأهوال القيامة، وتذكير بنعم الله على عباده، وربط الرزق بالسعي في الأرض ثم التوكل على الله تعالى.
فضل السورة:
وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه السورة، منها: ما أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن الأربعة،
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها، غفر له: تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ».
ومنها:
ما أخرجه الطبراني والحافظ الضياء المقدسي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة: تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ».
ومنها:
ما أخرجه الترمذي عن ابن عباس في تسمية سورة الملك بالواقية والمنجية، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر».