هنيئا، أي لا تكدير فيه ولا تنغيص، جزاء لما عملتم، وبسبب ما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا.
وهذا تفضل من الله عليهم وامتنان وإنعام وإحسان لما
ثبت في الصحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «اعملوا وسدّدوا وقاربوا، واعلموا أن أحدا لن يدخله عمله الجنة قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل».
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يأتي:
١- إن إعطاء الكتاب باليمين دليل على النجاة، فيقول المؤمن الناجي ثقة بالإسلام وسرورا بنجاته لكل من يلقاه من جماعته: هلموا وخذوا واقرؤوا كتابي هذا، إني ظننت أن يؤاخذني الله بسيئاتي ويعذبني، ولكنه تفضل علي بعفوه ولم يؤاخذني بها. وقال ابن عباس وغيره عن قوله: إِنِّي ظَنَنْتُ أي أيقنت وعلمت أني ملاق حسابي في الآخرة، ولم أنكر البعث، يعني أنه ما نجا إلا بخوفه من يوم الحساب لأنه تيقن أن الله يحاسبه، فعمل للآخرة. ذكر الثعلبي عن ابن عباس قال: أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب، وله شعاع كشعاع الشمس، قيل له: فأين أبو بكر؟ فقال: هيهات هيهات!! زفّته الملائكة إلى الجنة.
٢- يكون الناجي في عيش يرضاه لا مكروه فيه، أو في عيشة مرضية، في جنة عالية، أي عظيمة في النفوس، ثمارها قريبة التناول، يتناولها القائم والقاعد والمضطجع.
جاء في الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أنهم يعيشون، فلا يموتون أبدا،