المفردات اللغوية:
مُحْكَماتٌ واضحات الدلالة، لا خلاف في معناها، من أحكم الشيء: وثقه وأتقنه، مفردها محكم: وهو ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره أُمُّ الْكِتابِ أصله المعتمد عليه في الأحكام مُتَشابِهاتٌ هي التي لم يظهر معناها ولم يتضح، بل خالف ظاهر اللفظ المعنى المراد، كأوائل السور. وقال القرطبي: المتشابه: ما استأثر الله بعلمه دون خلقه، ولم يكن لأحد إلى علمه سبيل، مثل وقت قيام الساعة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدجال، والدابة التي تكلم الناس إذا وقع القول عليهم، ونحو ذلك.
وجعل الكتاب في آية أخرى: أُحْكِمَتْ آياتُهُ كله محكما: بمعنى أنه ليس فيه عيب، وفي آية أخرى: كِتاباً مُتَشابِهاً كله متشابها: بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في الحسن والصدق. فلكل آية معنى خاص غير الآخر، فلا تعارض بين الآيات.
زَيْغٌ: ميل عن الحق إلى الأهواء الباطلة ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ: طلب الفتنة لجهالهم بوقوعهم في الشبهات واللبس وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ: تفسيره وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ تفسيره ومعرفة حقيقته وبيان ما يؤول إليه في الواقع الرَّاسِخُونَ: المتمكنون في العلم المتفقهون في الدين المتأكدون منه، وهو أبلغ من قول: والثابتون في العلم آمَنَّا بِهِ أي بالمتشابه أنه من عند الله ولا نعلم معناه كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا: أي كل من المحكم والمتشابه من عند الله. وَما يَذَّكَّرُ يتعظ أُولُوا الْأَلْبابِ أصحاب العقول.
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا أي ويقولون أيضا إذا رأوا من يتبعه: ربنا لا تمل قلوبنا عن الحق بابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا، كما أزغت قلوب أولئك. بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا أرشدتنا إليه وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ من عندك رَحْمَةً عناية إلهية وتوفيقا وتثبيتا على الحق.
جامِعُ النَّاسِ جمع الناس: حشرهم للحساب والجزاء لا رَيْبَ فِيهِ لا شك في وقوعه، وهو يوم القيامة لأنك أخبرت به، وقولك الحق، فتجازي الناس بأعمالهم، كما وعدت بذلك. إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ موعده بالبعث فيه. فيه التفات عن الخطاب إلى الغيبة.
والغرض من الدعاء بذلك: بيان أن همهم أمر الآخرة، ولذلك سألوا الثبات على الهداية، لينالوا ثوابها.
التفسير والبيان:
يخبر الله تعالى أن في القرآن آيات محكمات وآيات متشابهة في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فالمحكم العبارة: هو الواضح الدلالة التي لا التباس فيها


الصفحة التالية
Icon