اللَّهُ وَلِيُّ الولي: الناصر والمعين، أي أن الله يتولى أمور المؤمنين بالرعاية والعناية والهداية مِنَ الظُّلُماتِ الكفر والضلالات إِلَى النُّورِ الإيمان.
وأفرد النور وجمع الظلمات لأن الحق واحد لا يتعدد، وأما أنواع الضلال والكفر فكثيرة، كما قال ابن كثير.
سبب النزول:
نزول الآية (٢٥٦) :
أخرج ابن جرير الطبري عن ابن عباس قال: نزلت: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ في رجل من الأنصار من بني سالم يقال له: الحصين «١»، كان له ابنان نصرانيان، وكان هو مسلما، فقال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: ألا أستكرههما، فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فأنزل الله الآية.
وفي رواية: أنه حاول إكراههما، فاختصموا إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله: أيدخل بعضي النار، وأنا أنظر؟ فنزلت، فخلاهما.
وروى أبو داود والنسائي وابن حبان عن ابن عباس قال: كانت المرأة من نساء الأنصار تكون مقلاة «٢»، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوّده، فلما أجليت بنو النضير، كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ.
نزول الآية (٢٥٧) :
أخرج ابن جرير الطبري عن عبدة بن أبي لبابة في قوله: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا قال: هم الذين كانوا آمنوا بعيسى فلما جاءهم محمد صلّى الله عليه وسلّم آمنوا به وأنزلت فيهم هذه الآية.

(١) وفي قول السدي: يقال له أبو الحصين.
(٢) المقلاة: هي المرأة التي لا يعيش لها ولد. [.....]


الصفحة التالية
Icon