رِئاءَ النَّاسِ مراءة لهم وسمعة، أي يفعل الخير مباهاة أو لأجل أن يروه فيحمدوه.
صَفْوانٍ حجر أملس. وابِلٌ مطر شديد. صَلْداً صلبا أملس ليس عليه تراب أو غبار. لا يَقْدِرُونَ استئناف كلام لبيان مثل المنافق المنفق رئاء الناس. وجمع الضمير باعتبار معنى الذي، والمراد لا يجدون ولا يملكون شيئا. مِمَّا كَسَبُوا عملوا، أي لا يجدون له ثوابا في الآخرة، كما لا يوجد على الصفوان شيء من التراب الذي كان عليه، لإذهاب المطر له.
سبب النزول:
قال الكلبي: نزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، أما عبد الرحمن بن عوف فإنه جاء إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم بأربعة آلاف درهم صدقة، فقال:
كان عندي ثمانية آلاف درهم، فأمسكت منها لنفسي ولعيالي أربعة آلاف درهم، وأربعة آلاف أقرضتها ربي، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت».
وأما عثمان رضي الله عنه، فقال: عليّ جهاز من لا جهاز له في غزوة تبوك، فجهّز المسلمين بألف بعير بأقتابها وأحلاسها، وتصدّق برومة ركية كانت له على المسلمين «١»، فنزلت فيهما هذه الآية.
وقال أبو سعيد الخدري: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رافعا يده يدعو لعثمان، ويقول: «يا ربّ، إن عثمان بن عفان رضيت عنه، فارض عنه» فما زال رافعا يده حتى طلع الفجر، فأنزل الله تعالى فيه: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الآية «٢».
وفي رواية: ووضع بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ألف دينار، فصار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقلّبها ويقول: «ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم».
(٢) أسباب النزول للنيسابوري: ص ٤٧- ٤٨، تفسير القرطبي: ٣/ ٣٠٣ [.....]