بالأمر بتنزيه اللَّه تعالى عن كل ما لا يليق به في ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وأحكامه، ووصفه بصفات التعظيم والتمجيد، لخلقه المخلوقات وإتقان الخلق وتناسبه، وإخراجه الأعشاب والنباتات: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى..
[الآيات ١- ٥].
ثم تحدثت عن تيسير حفظ القرآن وترسيخه في قلب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بحيث لا ينساه أبدا، لينقله إلى الناس: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى.. [٦- ٧].
وأردفت ذلك بأمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بالتذكير بالقرآن لإصلاح النفوس وتهذيب الطبائع: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى.. [الآيات ٨- ١٣].
وختمت السورة ببيان فلاح كل من طهر نفسه من الكفر والشرك والمعاصي، وتذكّر دائما في نفسه جلال اللَّه وعظمته، ولم يؤثر الدنيا على الآخرة، وعرف أن هذه الأصول الاعتقادية والخلقية قديمة جاءت بها جميع الشرائع الإلهية: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى.. [١٤- ١٩].
فضلها:
ثبت في الصحيحين أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لمعاذ: «هلّا صليت ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَالشَّمْسِ وَضُحاها، وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى».
وأخرج الجماعة (أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وبقية أهل السنن) عن النعمان بن بشير: «أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ، وربما اجتمعا في يوم واحد، فقرأهما».
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبيّ بن كعب وعبد اللَّه بن عباس وعبد الرحمن بن أبزى وعائشة أم المؤمنين أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقرأ في الوتر


الصفحة التالية
Icon