الإعراب:
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أي لم يقتحم، و (لا) في الماضي مثل (لم) في المستقبل، كقوله تعالى: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى [القيامة ٧٥/ ٣١] أي لم يصدق ولم يصلّ، وكقول الشاعر أبي خراش الهذلي:
إن تغفر اللهم تغفر جمّا | وأي عبد لك لا ألمّا |
وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ، فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً مَا الْعَقَبَةُ:
تقديره: ما اقتحام العقبة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وفَكُّ رَقَبَةٍ: خبر مبتدأ محذوف، تقديره: اقتحامها فك رقبة. أَوْ إِطْعامٌ: عطف عليه، ويَتِيماً: مفعول إِطْعامٌ وهو مصدر (أطعم) أي أن أطعم يتيما.
ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا اسم كان: ضمير مستتر تقديره هو، أي ثم كان مقتحمها من الذين آمنوا. وإنما قال ثُمَّ وإن كان الإيمان مقدما في الرتبة عن العمل لأن ثُمَّ إذا عطفت جملة على جملة لا تفيد الترتيب، بخلاف ما إذا عطفت مفردا على مفرد، فهي ليست هنا للتراخي في الزمان إذ شرط الأعمال الحسنة الإيمان، وإنما التراخي في الذكر والبيان.
البلاغة:
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ؟ استفهام تقريري للتذكير بالنعم، أي جعلنا له، وفيه مراعاة الفواصل.
وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ؟ الاستفهام للتهويل والتعظيم. والْعَقَبَةُ: استعارة تبعية لهذا العمل الشاق على النفس من حيث هو بذل مال، تشبيه بعقبة الجبل: وهو ما صعب منه، أي أن العقبة: الطريق الوعر في الجبل، أستعير للأعمال الصالحة ذات المشقة.
وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ استعارة، استعار النجدين لطريقي الخير والشر أو السعادة والشقاوة، وأصل النجد: الطريق المرتفع.
مَقْرَبَةٍ ومَتْرَبَةٍ جناس ناقص لتغير بعض الحروف.
أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ بينهما مقابلة.