فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ذم وتوبيخ، ووضع الظاهر موضع الضمير، والأصل فَوَيْلٌ لَهُمْ زيادة في التقبيح لأنهم مع التكذيب ساهون عن الصلاة.
وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ جناس ناقص.
ساهُونَ يُراؤُنَ الْماعُونَ: توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات، وكذلك بِالدِّينِ الْمِسْكِينِ لِلْمُصَلِّينَ.
المفردات اللغوية:
أَرَأَيْتَ أي هل عرفت وعلمت؟ وهو استفهام معناه التعجب وتشويق السامع إلى معرفة ما يذكر بعده. بِالدِّينِ بالجزاء والحساب. والمعنى العام للدين: هو النظام الإلهي للحياة المشتمل على الخضوع لما وراء المحسوس بآثار الكون الدالة على وجود اللَّه ووحدانيته، وبعثة الرسل، والتصديق بعالم الآخرة. يَدُعُّ الْيَتِيمَ أي يدفعه بعنف عن حقه، ويزجره زجرا عنيفا، كما في قوله تعالى: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا [الطور ٥٢/ ١٣].
وَلا يَحُضُّ لا يحث نفسه وأهله وغيرهم من الناس. عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ إطعام.
فَوَيْلٌ خزي وعذاب وهلاك. ساهُونَ غافلون عن الصلاة، يؤخرونها عن وقتها.
يُراؤُنَ في الصلاة وغيرها، يرون الناس أعمالهم ليروهم الثناء عليها، والرياء: المصانعة وفعل الشيء لغير وجه اللَّه، إرضاء للناس. وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ كل ما يستعان وينتفع به كالإبرة والفأس والقدر والقصعة.
سبب النزول:
نزول الآية (١) :
أَرَأَيْتَ قال ابن عباس: نزلت في العاص بن وائل السّهمي وقال السّدّي: نزلت في الوليد بن المغيرة. وقيل: في أبي جهل، كان وصيا ليتيم، فجاءه عريانا يسأله من مال نفسه، فدفعه. وقال ابن جريج: نزلت في أبي سفيان، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا، فطلب منه يتيم شيئا، فقرعه بعصاه فأنزل اللَّه هذه السورة.