البلاغة:
إِنَّا أَعْطَيْناكَ إِنَّا بصيغة الجمع الدالة على التعظيم. وفيه تصدير الجملة بحرف التأكيد الجاري مجرى القسم لأن أصلها: إن ونحن. وعبر بصيغة الماضي المفيدة للوقوع. أَعْطَيْناكَ ولم يقل: سنعطيك، للدلالة على تحقق وقوع الوعد مبالغة، كأنه حدث ووقع.
الْكَوْثَرَ: مبالغة.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ الإضافة للتكريم والتشريف.
إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ إفادة الحصر.
الْكَوْثَرَ هُوَ الْأَبْتَرُ مطابقة أو طباق لأن الْكَوْثَرَ الخير الكثير، والْأَبْتَرُ المنقطع عن كل خير.
المفردات اللغوية:
إِنَّا أَعْطَيْناكَ يا محمد وقرئ (أنطيناك) الْكَوْثَرَ المفرط في كثرة الخير من العلم والعمل وشرف الدارين بالنبوة والقرآن والدين الحق والشفاعة ونحوها، ومنه نهر في الجنة كما
روي عنه صلّى اللَّه عليه وسلّم فيما رواه الإمام أحمد ومسلم ومن معهما في الحديث المتقدم عن أنس: أنه «نهر في الجنة، وعدنيه ربي، فيه خير كثير، أحلى من العسل، وأبيض من اللبن، وأبرد من الثلج، وألين من الزّبد، حافتاه الزبرجد، وأوانيه من فضة، لا يظمأ من شرب منه»
وقيل: حوض في الجنة.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ أي داوم على الصلاة، خالصا لوجه اللَّه، شكرا لإنعامه، وقيل: المراد صلاة عيد النحر. وَانْحَرْ النّسك أو الهدي أو الأضحية، وتصدق على المحاويج (المحتاجين).
شانِئَكَ مبغضك. هُوَ الْأَبْتَرُ المنقطع عن كل خير، أو المنقطع العقب، أي الذي لا عقب له، إذ لا يبقى له نسل، ولا حسن ذكر، وأما أنت فتبقى ذرّيتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة، ولك في الآخرة مالا يوصف.
التفسير والبيان:
إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ أي منحناك الخير الكثير البالغ في الكثرة إلى النهاية أو الغاية، ومنه نهر في الجنة، جعله اللَّه كرامة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ولأمته.
وهذا رد على الأعداء الذين استخفوا به واستقلوه، ووصف مناقض لما عليه أهل الكفر والنفاق من البخل.