خفّة، حتى انحلت العقدة الأخيرة، فقام، فكأنما نشط من عقال «١». وجعل جبريل يرقى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فيقول: «باسم اللَّه أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر حاسد وعين، واللَّه يشفيك».
الاستعاذة من شرّ المخلوقات
[سورة الفلق (١١٣) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤)
وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥)
الإعراب:
قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أَعُوذُ: فعل معتل، ويسمى «أجوف» وأصله: أعوذ على وزن أفعل، إلا أنه استثقلت الضمة على الواو لأنه حرف علة، فنقلت من العين التي هي الواو إلى ما قبلها.
مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ شَرِّ بعير تنوين على الإضافة في القراءة المشهورة، وما:
مصدرية، وتقديره: من شرّ خلقه. وقرئ «من شرّ ما خلق» بتنوين شَرِّ وهي قراءة مروية عن أبي حنيفة، وما: فيها أيضا مصدرية، في موضع جر على البدل من شَرِّ أي من خلقه.
البلاغة:
الْفَلَقِ وخَلَقَ بينهما جناس ناقص.
شَرِّ ما خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ تكرار كلمة شَرِّ مرات إطناب، للتنبيه على قبح وشناعة هذه الأوصاف.
شَرِّ غاسِقٍ شَرِّ النَّفَّاثاتِ شَرِّ حاسِدٍ خاص بعد عام وهو مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ.
حاسِدٍ وحَسَدَ جناس اشتقاق.
(١) البحر المحيط: ٨/ ٥٣٠


الصفحة التالية
Icon