جزاء فريقي الناس في الآخرة وتفويض علم الساعة لله تعالى وقصر مدة الدنيا
[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٣٤ الى ٤٦]
فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨)
فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣)
إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦)
الإعراب:
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى يَوْمَ: بدل من قوله: فَإِذا جاءَتِ.. وما:
موصولة أو مصدرية.
فَأَمَّا مَنْ طَغى.. الفاء في فَأَمَّا: جواب إذا في قوله تعالى: فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى وهي المأوى له لأنه لا بد من ضمير يعود من الجملة إلى المبتدأ. وذهب الكوفيون إلى أن الألف واللام عوض عن الضمير العائد، والتقدير فيه: مأواه. ويصح أن يكون جواب فَإِذا جاءَتِ محذوفا، دل عليه: يَوْمَ يَتَذَكَّرُ أو ما بعده من التفصيل.
هِيَ الْمَأْوى هي إما ضمير فصل أو مبتدأ.
البلاغة:
فَأَمَّا مَنْ طَغى وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا.. وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ، وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى.. بينهما مقابلة.
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها تشبيه مرسل مجمل.
عَشِيَّةً وضُحاها بينهما طباق.