الحجر على السفهاء والصغار ونحوهم وعدم تسليم المال إليهم إلا بالرشد
[سورة النساء (٤) : الآيات ٥ الى ٦]
وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٥) وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (٦)
الإعراب:
الَّتِي إنما قال التي بلفظ المفرد ولم يقل: اللائي بلفظ الجمع لأنها جمع ما لا يعقل، مثل: جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ [مريم ١٩/ ٦١] ومثل: فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ [هود ١١/ ١٠١]. ولو كان جمع من يعقل (العقلاء) لقال: اللاتي مثل: وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي وقد تجيء التي في جمع العقلاء، واللاتي في جمع غير العقلاء.
إِسْرافاً وَبِداراً منصوبان لأنهما مفعولان لأجله، أو لأنهما مصدران في موضع الحال، أي:
لا تأكلوها مسرفين مبادرين. أَنْ يَكْبَرُوا أن المصدرية وصلتها في موضع نصب ب (بدار) أي مبادرين كبرهم. وجملة وَلا تَأْكُلُوها معطوفة على جملة: وَابْتَلُوا الْيَتامى.
وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً أي كفاك الله حسيبا، فالكاف المفعول محذوفة، والباء زائدة، والجار والمجرور في موضع رفع فاعل كفى، مثل: ما جاءني من أحد، والتقدير: كفى الله حسيبا.
وحسيبا: منصوب على التمييز، أو منصوب على الحال.
البلاغة:
غَنِيًّا وفَقِيراً: طباق، ويوجد مقابلة بين وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ.. وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ. ويوجد جناس مغاير في دَفَعْتُمْ فَادْفَعُوا وفي قُولُوا