الإعراب:
إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً: إِلَّا: استثناء منقطع شَيْئاً: منصوب على المصدر، كقولك: إلا أن يشاء مشيئة. وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً: عِلْماً: منصوب على التمييز.
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ: الَّذِينَ: مبتدأ، وأُولئِكَ: بدل من الَّذِينَ أو مبتدأ ثان، والْأَمْنُ: مبتدأ ثالث أوثان.
ولَهُمُ: خبر الْأَمْنُ. والأمن وخبره: خبر أُولئِكَ. وأولئك وخبره: خبر الَّذِينَ.
نَرْفَعُ دَرَجاتٍ منصوب بنرفع على الظرف، أو بتقدير حذف حرف الجر، وتقديره:
إلى درجات. ومن قرأ بغير تنوين، كان دَرَجاتٍ مفعولا به، والعامل فيه نَرْفَعُ وأضافها إلى مَنْ.
المفردات اللغوية:
وَحاجَّهُ قَوْمُهُ جادلوه في دينه، وهددوه بالأصنام أن تصيبه بسوء إن تركها. والمحاجة:
المجادلة والمغالبة، وتطلق الحجة على ما يدلي به الخصم لإثبات دعواه أو الرد على دعوى خصمه، والحجة: إما دامغة لا تقبل النقض، أو داحضة واهية لا تثبت شيئا، فتسمى شبهة. أَتُحاجُّونِّي أي أتجادلونني. فِي اللَّهِ في وحدانية الله. وَقَدْ هَدانِ تعالى إليها.
وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ أي تشركونه به من الأصنام أن تصيبني بسوء لعدم قدرتها على شيء. إِلَّا لكن. أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً من المكروه، يصيبني فيكون. وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أي وسع علمه كل شيء.
أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ هذا فتؤمنوا. وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ بالله، وهي لا تضر ولا تنفع. وَلا تَخافُونَ أنتم من الله. أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ في العبادة. ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ بعبادته. سُلْطاناً حجة وبرهانا، وهو القادر على كل شيء. إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ من الأحق بالأمن والسلامة، أنحن أم أنتم، أي وهو نحن فاتبعوه. وَلَمْ يَلْبِسُوا يخلطوا. إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ المراد به هنا الشرك في العقيدة أو العبادة، كاتخاذ ولي من دون الله يدعى معه أو من دونه، لأنه الظلم الأكبر. الْأَمْنُ من العذاب. وَتِلْكَ حُجَّتُنا التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله من أفول الكوكب ونحوه. آتَيْناها إِبْراهِيمَ أرشدناه لها، حجة. عَلى قَوْمِهِ المشركين.
نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ في العلم والحكمة. إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ في صنعه. عَلِيمٌ بخلقه.