الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً الذين: في موضع رفع لأنه صفة أو بدل من الذين كفروا في قوله تعالى: وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا.... ويجوز أن يكون في موضع مبتدأ مرفوع، وخبره جملة كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا واسمها محذوف أي كأنهم ويجوز أن يكون خبره جملة الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ وكَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا في موضع نصب على الحال.
البلاغة:
عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا: تقديم الجار والمجرور لإفادة الحصر، وإظهار الاسم الجليل للمبالغة في التضرع.
المفردات اللغوية:
أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا ترجعن إلى ديننا، وغلبوا في الخطاب الجمع على الواحد لأن شعيبا لم يكن في ملتهم قط. وعلى نحوه أجاب بقوله: أنعود فيها ولو كنا كارهين؟ والاستفهام للإنكار.
وما يكون لنا ينبغي وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أي وسع علمه كل شيء، ومنه حالي وحالكم رَبَّنَا افْتَحْ احكم، والفاتح: الحاكم الْفاتِحِينَ الحاكمين. والفتاح: الحاكم، بطريق المبالغة. وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ أي قال بعضهم لبعض.
الرَّجْفَةُ الزلزلة الشديدة، وأصل معنى الرجفة: الحركة والاضطراب جاثِمِينَ باركين على الركب، ميتين لم يغنوا فيها يقيموا في ديارهم.
الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ التأكيد بإعادة الموصول وغيره للرد عليهم في قولهم السابق: لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ.
فَتَوَلَّى أعرض وَنَصَحْتُ لَكُمْ فلم تؤمنوا فَكَيْفَ آسى أحزن عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ استفهام بمعنى النفي.
التفسير والبيان:
هذه تتمة قصة شعيب مع قومه تضمنت موضوعين: الأول- محاورة شعيب لأشراف قومه، وبيان عاقبة الكافرين بإنزال العذاب العام عليهم.
أما المحاورة: فقال زعماء القوم الذين تكبروا عن الإيمان وعن اتباع ما أمرهم


الصفحة التالية
Icon