وَاللَّهُ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَ مِنْ سِيرَتِهِ خَيْرَ قُدْوَةٍ لِتَلَامِذَتِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَ فِي وَلَدَيْهِ خَيْرَ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ. وَأَنْ يَأْجُرَنَا فِي مُصِيبَتِنَا وَيَخْلُفَنَا خَيْرًا مِنْهَا، وَنَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنْ يَتَغَمَّدَهُ بِوَافِرِ رَحْمَتِهِ وَيُسْكِنَهُ فَسِيحَهُ جَنَّتَهُ، وَأَنْ يُجْزِلَ لَهُ الْعَطَاءَ وَيَجْزِيَهُ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ عَمَّا بَذَلَهُ مِنْ جَهْدٍ، وَخَلَّفَهُ مِنْ عِلْمٍ. إِنَّهُ جَوَّادٌ كَرِيمٌ (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُبْدَأُ بِهِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ لَهُوَ الِاسْمُ وَاللَّقَبُ وَالنَّسَبُ وَالنَّشْأَةُ وَالْمَوْطِنُ).. إلخ.
وَهَذِهِ تَرْجَمَتُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ كَمَا سَمِعْتُهَا مِنْهُ مُبَاشَرَةً:
الِاسْمُ: هُوَ مُحَمَّدٌ الْأَمِينُ وَهُوَ عَلَمٌ مُرَكَّبٌ مِنِ اسْمَيْنِ، وَذِكْرُ مُحَمَّدٍ تَبَرُّكٌ.
وَاللَّقَبُ: آبَّا بِمَدِّ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ مِنَ الْإِبَاءِ.
وَاسْمُ أَبِيهِ: مُحَمَّدٌ الْمُخْتَارُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ نُوحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَيِّدِي أَحْمَدَ بْنِ الْمُخْتَارِ مِنْ أَوْلَادِ الطَّالِبِ أَوْ بِك وَهَذَا مِنْ أَوْلَادِ أَوْلَادِ كَرَيْرِ بْنِ الْمُوَافِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ جَاكنَ الْأَبَرِّ، جَدِّ الْقَبِيلَةِ الْكَبِيرَةِ الْمَشْهُورَةِ الْمَعْرُوفَةِ بِالْجِكْنِيِّينَ. وَيَعْرِفُونَ بِتجكَانْت.
نَسَبُ الْقَبِيلَةِ: وَيَرْجِعُ نَسَبُ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ إِلَى حِمْيَرَ. كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ الْمُورِيتَانِيُّ مُحَمَّد فَال وَلَدُ الْعَيْنَيْنِ مُسْتَدِلًّا بِفَصَاحَتِهِمْ عَلَى عُرُوبَتِهِمْ:
إِنَّا بَنُو حَسَنٍ دَلَّتْ فَصَاحَتُنَا | أَنَّا إِلَى الْعَرَبِ الْأَقْحَاحِ نَنْتَسِبُ |
إِنْ لَمْ تَقُمْ بَيِّنَاتٌ أَنَّنَا عَرَبٌ | فَفِي «اللِّسَانِ» بَيَانٌ أَنَّنَا عَرَبُ |
انْظُرْ إِلَى مَا لَنَا مِنْ كُلِّ قَافِيَةٍ | لَهَا تَنُمُّ شُذُورُ الزِّبْرِجِ الْقَشِبُ |
وَبَيَّنَ شَاعِرٌ آخَرُ مَرْجِعَ تِلْكَ الْقَبِيلَةِ إِلَى حِمْيَرَ بِقَوْلِهِ:
يَا قَائِلًا طَاعِنًا فِي أَنَّنَا عَرَبٌ | قَدْ كَذَّبَتْكَ لَنَا لُسْنٌ وَأَلْوَانُ |
وَسْمُ الْعُرُوبَةِ بَادٍ فِي شَمَائِلِنَا | وَفِي أَوَائِلِنَا عِزٌّ وَإِيمَانُ |
آسَادُ حِمْيَرَ وَالْأَبْطَالُ مِنْ مُضَرٍ | حُمْرُ السُّيُوفِ فَمَا ذَلُّوا وَلَا هَانُوا |
لَقَدْ كَانَتْ خَصَائِصُ الْعُرُوبَةِ وَمُمَيِّزَاتُهَا مَوْفُورَةً لَدَى الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَدَى أَهْلِهِ وَذَوِيِهِ فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ، كَمَا تَوَفَّرَتِ الْعُلُومُ وَالْفُنُونُ فِي بَيْتِهِ وَقَبِيلَتِهِ. وَقَدْ بَيَّنَ أَحَدُ