وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالصَّادِ، وَهُوَ مِنْ بَابِ زُكِمَ وَأَزْكَمَهُ اللَّهُ، وَلَا يُقَالُ عَمِيتُهُ وَصَمَمْتُهُ، وَإِنَّمَا جَاءَ بِغَيْرِ هَمْزَةٍ فِيمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَهُوَ قَلِيلٌ، وَاللُّغَةُ الْفَاشِيَةُ أَعْمَى وَأَصَمَّ.
(كَثِيرٌ مِنْهُمْ) : هُوَ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيِ: الْعَمَى وَالصَّمُّ كَثِيرٌ، وَقِيلَ: هُوَ بَدَلٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي صَمُّوا. وَقِيلَ: هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَالْجُمْلَةُ قَبْلَهُ خَبَرٌ عَنْهُ؛ أَيْ: كَثِيرٌ مِنْهُمْ عَمُوا، وَهُوَ ضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ الْفِعْلَ قَدْ وَقَعَ فِي مَوْضِعِهِ، فَلَا يُنْوَى بِهِ غَيْرُهُ. وَقِيلَ: الْوَاوُ عَلَامَةُ جَمْعٍ لَا اسْمٍ، وَكَثِيرٌ فَاعِلُ صَمُّوا.
قَالَ تَعَالَى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (٧٣).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) : أَيْ أَحَدُ ثَلَاثَةٍ، وَلَا يَجُوزُ فِي مِثْلِ هَذَا إِلَّا الْإِضَافَةُ. (وَمَا مِنْ إِلَهٍ) : مِنْ زَائِدَةٌ، وَ «إِلَهٍ» فِي مَوْضِعِ مُبْتَدَأٍ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ: وَمَا لِلْخَلْقِ إِلَهٌ.
(إِلَّا إِلَهٌ) : بَدَلٌ مِنْ إِلَهٍ، وَلَوْ قُرِئَ بِالْجَرِّ بَدَلًا مِنْ لَفْظِ إِلَهٍ كَانَ جَائِزًا فِي الْعَرَبِيَّةِ. (لَيَمَسَّنَّ) : جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ، وَسَدَّ مَسَدَّ جَوَابِ الشَّرْطِ الَّذِي هُوَ «وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا». وَ (مِنْهُمْ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، إِمَّا مِنَ الَّذِينَ، أَوْ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي كَفَرُوا.
قَالَ تَعَالَى: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٧٥).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) : فِي مَوْضِعِ رَفْعِ صِفَةٍ لِرَسُولٍ. (كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ) : لَا مَوْضِعَ لَهُ مِنَ الْإِعْرَابِ. (