يُحَقِّقُ الثَّانِيَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُهَا، وَالْفَصْلُ بَيْنَهُمَا بِأَلِفٍ بَعِيدٍ؛ لِأَنَّهُ يَصِيرُ فِي التَّقْدِيرِ: كَأَرْبَعِ أَلِفَاتٍ.
وَيُقْرَأُ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى لَفْظِ الْخَبَرِ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا فِي الْمَعْنَى، وَأَنْ يَكُونَ حَذَفَ هَمْزَةَ الِاسْتِفْهَامِ.
وَقُرِئَ: «فِرْعَوْنُ وَأَمَنْتُمْ» بِجَعْلِ الْهَمْزَةِ الْأُولَى وَاوًا لِانْضِمَامِ مَا قَبْلَهَا.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (١٢٦).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا تَنْقِمُ) : يُقْرَأُ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِهَا، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْمَائِدَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (١٢٧).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيَذَرَكَ) : الْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ الرَّاءِ عَطْفًا عَلَى لِيُفْسِدُوا، وَسَكَّنَهَا بَعْضُهُمْ عَلَى التَّخْفِيفِ، وَضَمَّهَا بَعْضُهُمْ؛ أَيْ: وَهُوَ يَذَرُكَ. وَيُقْرَأُ: «وَإِلَهَتَكَ» مِثْلَ الْعِبَادَةِ وَالزِّيَارَةِ، وَهِيَ الْعِبَادَةُ.
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (١٢٨).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يُورِثُهَا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا. وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ «اللَّهِ».
قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (١٣٠).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِالسِّنِينَ) : الْأَصْلُ فِي سَنَةٍ سَنَهَةٌ، فَلَامُهَا هَاءٌ؛ لِقَوْلِهِمْ عَامَلْتُهُ مُسَانَهَةً. وَقِيلَ: لَامُهَا وَاوٌ لِقَوْلِهِمْ سَنَوَاتٍ. وَأَكْثَرُ الْعَرَبِ تَجْعَلُهَا كَـ «الزَّيْدُونَ»، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ النُّونَ حَرْفَ الْإِعْرَابِ، وَكُسِرَتْ سِينُهَا إِيذَانًا بِأَنَّهَا جُمِعَتْ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ. (مِنَ الثَّمَرَاتِ) : مُتَعَلِّقٌ بِنَقْصٍ، وَالْمَعْنَى: وَبِتَنَقُّصِ الثَّمَرَاتِ.