قَوْلُهُ تَعَالَى: (جَعَلَهُ دَكًّا) : أَيْ: صَيَّرَهُ، فَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلَى اثْنَيْنِ، فَمَنْ قَرَأَ «دَكًّا» جَعَلَهُ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الْمَدْكُوكِ. وَقِيلَ تَقْدِيرُهُ: ذَا دَكٍّ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْمَدِّ جَعَلَهُ مِثْلَ أَرْضٍ دَكَّاءَ، أَوْ نَاقَةٍ دَكَّاءَ، وَهِيَ الَّتِي لَا سَنَامَ لَهَا. وَ (صَعِقًا) : حَالٌ مُقَارِنَةٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (١٤٥).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَأُرِيكُمْ) : قُرِئَ فِي الشَّاذِّ بِوَاوٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ، وَهِيَ نَاشِئَةٌ عَنِ الْإِشْبَاعِ وَفِيهَا بُعْدٌ.
قَالَ تَعَالَى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (١٤٦).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَبِيلَ الرُّشْدِ) : يُقْرَأُ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَسُكُونِ الشِّينِ، وَبِفَتْحِهِمَا، وَ «سَبِيلَ الرَّشَادِ» بِالْأَلِفِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (١٤٧).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا) : مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرُهُ «حَبِطَتْ» وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ «هَلْ يُجْزَوْنَ» وَحَبِطَتْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي كَذَّبُوا، وَقَدْ مُرَادَةٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) (١٤٨).