(بَيْنَ ذَلِكَ) : أَيْ بَيْنَهُمَا، ((وَذَلِكَ)) لَمَّا صَلُحَ لِلتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ جَازَ دُخُولُ ((بَيْنَ)) عَلَيْهِ، وَاكْتَفَى بِهِ. (مَا تُؤْمَرُونَ) : أَيْ بِهِ، أَوْ تُؤْمَرُونَهُ، وَمَا بِمَعْنَى الَّذِي، وَيَضْعُفُ أَنْ يَكُونَ نَكِرَةً مَوْصُوفَةً ; لِأَنَّ الْمَعْنَى عَلَى الْعُمُومِ، وَهُوَ بِالَّذِي أَشْبَهُ.
قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (٦٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَاقِعٌ لَوْنُهَا) : إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ ((فَاقِعٌ)) صِفَةً، وَلَوْنُهَا مَرْفُوعًا بِهِ، وَإِنْ شِئْتَ كَانَ خَبَرًا مُقَدَّمًا وَالْجُمْلَةُ صِفَةً.
(تَسُرُّ) : صِفَةٌ أَيْضًا، وَقِيلَ ((فَاقِعٌ)) صِفَةٌ لِلْبَقَرَةِ، وَلَوْنُهَا مُبْتَدَأٌ، وَتَسُرُّ خَبَرُهُ، وَأَنَّثَ اللَّوْنَ لِوَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ اللَّوْنَ صُفْرَةٌ هَاهُنَا فَحُمِلَ عَلَى الْمَعْنَى. وَالثَّانِي: أَنَّ اللَّوْنَ مُضَافٌ إِلَى الْمُؤَنَّثِ فَأُنِّثَ، كَمَا قَالَ ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصَابِعِهِ، وَ (تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ).
قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (٧٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ الْبَقَرَ) : الْجُمْهُورُ عَلَى قِرَاءَةِ الْبَقَرِ بِغَيْرِ أَلِفٍ هُوَ جِنْسٌ لِلْبَقَرَةِ ; وَقُرِئَ شَاذًّا «إِنَّ الْبَاقِرَ» وَهُوَ اسْمُ جَمْعِ بَقَرَةٍ وَمِثْلُهُ الْجَامِلُ.
(تَشَابَهَ) : الْجُمْهُورُ عَلَى تَخْفِيفِ الشِّينِ، وَفَتْحِ الْهَاءِ ; لِأَنَّ الْبَقْرَةَ تُذَكَّرُ، وَالْفِعْلُ مَاضٍ، وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْهَاءِ مَعَ التَّخْفِيفِ عَلَى تَأْنِيثِ الْبَقَرِ، إِذْ كَانَتْ كَالْجَمْعِ.
وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ، وَأَصْلُهُ تَتَشَابَهُ، فَأُبْدِلَتِ التَّاءُ الثَّانِيَةُ شِينًا، ثُمَّ أُدْغِمَتْ [يُوسُفَ: ١٠]،