قَوْلُهُ تَعَالَى: (كِسَفًا) : بِفَتْحِ السِّينِ عَلَى أَنَّهُ جَمَعُ كِسْفَةٍ، وَسُكُونُهَا عَلَى هَذَا الْمَعْنَى تَخْفِيفٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا؛ أَيْ ذَا كِسَفٍ.
وَالْهَاءُ فِي «خِلَالِهِ» لِلسَّحَابِ، وَقِيلَ: لِلْكِسَفِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ قَبْلِهِ) : قِيلَ: هِيَ تَكْرِيرٌ لِقَبْلِ الْأُولَى، وَالْأَوْلَى أَنْ تَكُونَ الْهَاءُ فِيهَا لِلسَّحَابِ، أَوْ لِلرِّيحِ، أَوْ لِلْكِسَفِ. وَالْمَعْنَى: وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ نُزُولِ الْمَطَرِ مِنْ قَبْلِ السَّحَابِ أَوِ الرِّيحِ؛ فَتَتَعَلَّقُ «مِنْ» بِيُنَزِّلَ.
قَالَ تَعَالَى: (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠) وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَى آثَارِ) : يُقْرَأُ بِالْإِفْرَادِ وَالْجَمْعِ.
وَ (يُحْيِي) بِالْيَاءِ عَلَى أَنَّ الْفَاعِلَ اللَّهُ، أَوِ الْأَثَرُ، أَوْ مَعْنَى الرَّحْمَةِ.
وَبِالتَّاءِ عَلَى أَنَّ الْفَاعِلَ آثَارُ، أَوِ الرَّحْمَةُ.
وَالْهَاءُ فِي «رَأَوْهُ» لِلزَّرْعِ؛ وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ «يُحْيِي الْأَرْضَ». وَقِيلَ: لِلرِّيحِ. وَقِيلَ: لِلسَّحَابِ.
(لَظَلُّوا) أَيْ لَيَظَلُّنَّ؛ لِأَنَّهُ جَوَابُ الشَّرْطِ؛ وَكَذَا أَرْسَلْنَا بِمَعْنَى: نُرْسِلُ.
قَالَ تَعَالَى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤)).
وَالضَّعْفُ - بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ لُغَتَانِ.
قَالَ تَعَالَى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا يَنْفَعُ) : بِالتَّاءِ عَلَى اللَّفْظِ وَبِالْيَاءِ عَلَى مَعْنَى الْعُذْرِ؛ أَوْ لِأَنَّهُ فَصَلَ بَيْنَهُمَا، أَوْ لِأَنَّهُ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


الصفحة التالية
Icon