وَ (مَا) : نَافِيَةٌ. وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي؛ أَيْ تُنْذِرُهُمُ الْعَذَابَ الَّذِي أَنْذَرَهُ آبَاؤُهُمْ.
وَقِيلَ: هِيَ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ. وَقِيلَ: هِيَ زَائِدَةٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَأَغْشَيْنَاهُمْ) : بِالْغَيْنِ؛ أَيْ غَطَّيْنَا أَعْيُنَ بَصَائِرِهِمْ؛ فَالْمُضَافُ مَحْذُوفٌ.
وَيُقْرَأُ بِالْعَيْنِ؛ أَيْ أَضْعَفْنَا بَصَائِرَهُمْ عَنْ إِدْرَاكِ الْهُدَى، كَمَا تَضْعُفُ عَيْنُ الْأَعْشَى.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (١٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَكُلَّ شَيْءٍ) : مِثْلُ: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ) الْإِسْرَاءِ: ١٣] وَقَدْ ذُكِرَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ) :«اضْرِبْ» هُنَا بِمَعْنَى اجْعَلْ، وَ «أَصْحَابَ» مَفْعُولٌ أَوَّلُ، وَ «مَثَلًا» : مَفْعُولٌ ثَانٍ.
وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى اذْكُرْ، وَالتَّقْدِيرُ: مَثَلًا مِثْلَ أَصْحَابِ؛ فَالثَّانِي بَدَلٌ مِنَ الْأَوَّلِ.
وَ (إِذْ جَاءَهَا) : مِثْلُ «إِذِ انْتَبَذَتْ» وَقَدْ ذُكِرَ.
وَ (إِذْ) : الثَّانِيَةُ بَدَلٌ مِنَ الْأُولَى.
(فَعَزَزْنَا) بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ قَوَّيْنَاهُمَا.
قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ) : عَلَى لَفْظِ الشَّرْطِ، وَجَوَابُهُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ إِنْ ذُكِّرْتُمْ كَفَرْتُمْ وَنَحْوَهُ.