قَالَ تَعَالَى: (جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (١١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (جُنْدٌ) : مُبْتَدَأٌ، وَ «مَا» زَائِدَةٌ، وَ «هُنَالِكَ» : نَعْتٌ، وَ «مَهْزُومٌ» : الْخَبَرُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «هُنَالِكَ» ظَرْفًا لِمَهْزُومٍ.
وَ (مِنَ الْأَحْزَابِ) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِجُنْدٍ، وَأَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَهْزُومٍ، وَأَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِمَهْزُومٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (١٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا، وَأَنْ يَكُونَ خَبَرًا وَالْمُبْتَدَأُ مِنْ قَوْلِهِ: (وَعَادٌ) وَأَنْ يَكُونَ مِنْ «ثَمُودُ» وَأَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: «وَقَوْمُ لُوطٍ».
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (١٥)).
وَالْفَوَاقُ - بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ لُغَتَانِ، قَدْ قُرِئَ بِهِمَا.
قَالَ تَعَالَى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (١٨)).
وَ (دَاوُدَ) : بَدَلٌ.
وَ (سَخَّرْنَا) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْأَنْبِيَاءِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (٢٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الْخَصْمُ) : هُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وُصِفَ بِهِ؛ فَلِذَلِكَ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ.
وَ (إِذْ) الْأُولَى: ظَرْفٌ لِنَبَأٍ وَالثَّانِيَةُ بَدَلٌ مِنْهَا، أَوْ ظَرْفٌ لِـ «تَسَوَّرُوا» وَجُمِعَ الضَّمِيرُ وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ لِاثْنَيْنِ تَجَوُّزًا؛ لِأَنَّ الِاثْنَيْنِ جَمْعٌ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: «خَصْمَانِ» وَالتَّقْدِيرُ: نَحْنُ خَصْمَانِ.


الصفحة التالية
Icon