قَالَ تَعَالَى: (فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٤٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بَلْ هِيَ) :«هِيَ» ضَمِيرُ الْبَلْوَى، أَوِ الْحَالُ.
قَالَ تَعَالَى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ تَقُولَ) : هُوَ مَفْعُولٌ لَهُ؛ أَيْ أَنْذَرْنَاكُمْ مَخَافَةَ أَنْ تَقُولَ.
(يَاحَسْرَتَا) : الْأَلْفُ مُبْدَلَةٌ مِنْ يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ.
وَقُرِئَ «حَسْرَتَايَ» وَهُوَ بَعِيدٌ، وَقَدْ وُجِّهَتْ عَلَى أَنَّ الْيَاءَ زِيدَتْ بَعْدَ الْأَلِفِ الْمُنْقَلِبَةِ.
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الْأَلِفُ زَائِدَةٌ. وَهَذَا أَبْعَدُ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَصْلِ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ.
قَالَ تَعَالَى: (بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٥٩)).
وَفُتِحَتِ الْكَافُ فِي «جَاءَتْكَ» حَمْلًا عَلَى الْمُخَاطَبِ، وَهُوَ إِنْسَانٌ؛ وَمَنْ كَسَرَ حَمَلَهُ عَلَى تَأْنِيثِ النَّفْسِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) : الْجُمْلَةُ حَالٌ مِنَ «الَّذِينَ كَذَبُوا» لِأَنَّ «تَرَى» مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ.
وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى الْعِلْمِ؛ فَتَكُونُ الْجُمْلَةُ مَفْعُولًا ثَانِيًا.
وَلَوْ قُرِئَ «وُجُوهَهُمْ مُسْوَدَّةً» بِالنَّصْبِ، لَكَانَ عَلَى بَدَلِ الِاشْتِمَالِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)).
وَ (مَفَازَتِهِمْ) : عَلَى الْإِفْرَادِ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ، وَعَلَى الْجَمْعِ لِاخْتِلَافِ الْمَصَادِرِ كَالْحُلُومِ وَالْأَشْغَالِ؛ وَقِيلَ: الْمَفَازَةُ هُنَا: الطَّرِيقُ، وَالْمَعْنَى: فِي مَفَازَتِهِمْ.
(لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) : حَالٌ.