قَالَ تَعَالَى: (فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (٢٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَسْتَعْتِبُوا) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ الثَّانِيَةِ؛ أَيْ أَنْ يَطْلُبُوا زَوَالَ مَا يَعْتِبُونَ مِنْهُ. (فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) : بِفَتْحِ التَّاءِ؛ أَيْ مِنَ الْمُجَابِينَ إِلَى إِزَالَةِ الْعَتَبِ.
وَيُقْرَأُ «يُسْتَعْتَبُوا» بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ؛ أَيْ يُطْلَبُ مِنْهُمْ مَا لَا يُعْتَبُونَ عَلَيْهِ؛ فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتِبِينَ بِكَسْرِ التَّاءِ؛ أَيْ مِمَّنْ يُزِيلُ الْعَتَبَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالْغَوْا فِيهِ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْغَيْنِ مِنْ لَغَا يَلْغَى، وَبِضَمِّهَا مَنْ لَغَا يَلْغُو، وَالْمَعْنَى سَوَاءٌ.
قَالَ تَعَالَى: (ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (٢٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (النَّارُ) : هُوَ بَدَلٌ مِنْ جَزَاءٍ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، أَوْ مُبْتَدَأٌ وَمَا بَعْدَهُ الْخَبَرُ. وَ (جَزَاءُ) مَصْدَرٌ؛ أَيْ جُوزُوا بِذَلِكَ جَزَاءً.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنُصْوبًا بِجَزَاءِ أَعْدَاءِ اللَّهِ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَلَّا تَخَافُوا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: بِأَنْ لَا تَخَافُوا، أَوْ قَائِلِينَ لَا تَخَافُوا؛ [فَعَلَى الْأَوَّلِ: هُوَ حَالٌ؛ أَيْ تَتَنَزَّلُ بِقَوْلِهِمْ لَا تَخَافُوا، وَعَلَى الثَّانِي الْحَالُ مَحْذُوفَةٌ].