قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) : اسْمُ ظَلَّ وَخَبَرُهَا؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي «ظِلَّ» اسْمُهَا مُضْمَرًا يَرْجِعُ عَلَى أَحَدِهِمْ، وَوَجْهُهُ بَدَلٌ مِنْهُ. وَيُقْرَآنِ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ فِي مَوْضِعِ خَبَرِ ظَلَّ. (وَهُوَ كَظِيمٌ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنِ اسْمِ «ظَلَّ» أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «مُسْوَدًّا».
قَالَ
تَعَالَى
: (أَوَمَنْ
يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَوَمَنْ) :«مَنْ» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، تَقْدِيرُهُ: أَتَجْعَلُونَ مَنْ يُنَشَّأُ، أَوْ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ أَيْ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ جُزْءٌ أَوْ وَلَدٌ. وَ (فِي الْخِصَامِ) : يَتَعَلَّقُ بِـ «مُبِينٍ». فَإِنْ قُلْتَ: الْمُضَافُ إِلَيْهِ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهُ؟.
قِيلَ: إِلَّا فِي «غَيْرُ» لِأَنَّ فِيهَا مَعْنَى النَّفْيِ؛ فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَهُوَ لَا يُبِينُ فِي الْخِصَامِ، وَمِثْلُهُ مَسْأَلَةُ الْكِتَابِ: أَنَا زَيْدًا غَيْرُ ضَارِبٍ. وَقِيلَ: يَنْتَصِبُ بِفِعْلٍ يُفَسِّرُهُ ضَارِبٌ، وَكَذَا فِي الْآيَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٢٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (قُلْ أَوَلَوْ) : عَلَى لَفْظِ الْأَمْرِ، وَهُوَ مُسْتَأْنَفٌ. وَيُقْرَأُ (قَالَ) - يَعْنِي النَّذِيرَ الْمَذْكُورَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بَرَاءٌ) : بِفَتْحِ الْبَاءِ وَهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ اسْمِ الْفَاعِلِ بِمَعْنَى بَرِيءٍ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِ.


الصفحة التالية
Icon