قَالَ تَعَالَى: (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَسْمَعُ) : هُوَ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ عَلَى الصِّفَةِ، أَوْ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «أَثِيمٍ» أَوْ مُسْتَأْنَفٌ.
وَ (تُتْلَى) : حَالٌ، وَ «كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا» : حَالٌ أَيْضًا.
قَالَ تَعَالَى: (مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَا مَا اتَّخَذُوا) : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى «مَا كَسَبُوا» وَ «مَا» فِيهِمَا بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ.
وَ (مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) : قَدْ ذُكِرَ فِي سَبَأٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (جَمِيعًا مِنْهُ) :«مِنْهُ» : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِسَخَّرَ، وَأَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِجَمِيعٍ.
وَيُقْرَأُ مِنْهُ - بِالنَّصْبِ؛ أَيْ الِامْتِنَانِ، أَوْ مَنَّ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنَّةً.
وَيُقْرَأُ «مِنْهُ» بِالرَّفْعِ وَالْإِضَافَةِ، عَلَى أَنَّهُ فَاعِلُ «سَخَّرَ» أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ: ذَلِكَ مَنُّهُ.
قَالَ تَعَالَى: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا) : قَدْ ذُكِرَ مِثْلُهُ فِي إِبْرَاهِيمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِيَجْزِيَ قَوْمًا) بِالْيَاءِ وَالنُّونِ عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ.