قَالَ تَعَالَى: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ) : هُوَ بَدَلٌ مِنْ «يَوْمَ» الْأَوَّلِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كُلُّ أُمَّةٍ) : مُبْتَدَأٌ، وَ «تُدْعَى» : خَبَرُهُ.
وَقُرِئَ بِالنَّصْبِ بَدَلًا مِنْ كُلٍّ الْأُولَى، فَتُدْعَى عَلَى هَذَا مَفْعُولٌ ثَانٍ، أَوْ وَصْفٌ لِكُلٍّ، أَوْ لِأُمَّةٍ.
قَالَ تَعَالَى: (هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَنْطِقُ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْكِتَابِ، أَوْ خَبَرًا ثَانِيًا.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا) : يُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ، وَمَا بَعْدَهُ الْخَبَرُ.
وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَوْضِعِ «إِنَّ» وَمَا عَمِلَتْ فِيهِ. وَيُقْرَأُ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى اسْمِ «إِنَّ».
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا) تَقْدِيرُهُ: إِنْ نَحْنُ إِلَّا نَظُنُّ ظَنًّا، فَإِلَّا مُؤَخَّرَةٌ، وَلَوْلَا هَذَا التَّقْدِيرُ: لَكَانَ الْمَعْنَى: مَا نَظُنُّ إِلَّا نَظُنُّ. وَقِيلَ: هِيَ فِي مَوْضِعِهَا؛ لِأَنَّ نَظُنُّ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى الْعِلْمِ وَالشَّكِّ؛ فَاسْتَثْنَى الشَّكَّ؛ أَيْ مَا لَنَا اعْتِقَادٌ إِلَّا الشَّكُّ.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِي السَّمَاوَاتِ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْكِبْرِيَاءِ، وَالْعَامِلُ فِيهِ الِاسْتِقْرَارُ؛ وَأَنْ يَكُونَ ظَرْفًا، وَالْعَامِلُ فِيهِ الظَّرْفُ الْأَوَّلُ أَوِ الْكِبْرِيَاءُ؛ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى الْعَظَمَةِ.


الصفحة التالية
Icon