قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) : هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: تَعِسُوا أَوْ أُتْعِسُوا؛ وَدَلَّ عَلَيْهِمَا «تَعْسًا». وَدَخَلَتِ الْفَاءُ تَنْبِيهًا عَلَى الْخَبَرِ.
وَ (لَهُمْ) : تَبْيِينٌ. (وَأَضَلَّ) : مَعْطُوفٌ عَلَى الْفِعْلِ الْمَحْذُوفِ.
وَالْهَاءُ فِي «أَمْثَالِهَا» ضَمِيرُ الْعَاقِبَةِ، أَوِ الْعُقُوبَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (١٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) : أَيْ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ.
وَ (أَخْرَجَتْكَ) : الْكَافُ لِلْقَرْيَةِ لَا لِلْمَحْذُوفِ، وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الضَّمَائِرِ لِلْمَحْذُوفِ.
قَالَ تَعَالَى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (١٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَمَنْ زُيِّنَ) : هُوَ خَبَرُ مَنْ.
قَالَ تَعَالَى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (١٥)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ) : أَيْ فِيمَا نَقُصُّ عَلَيْكَ مَثَلُ الْجَنَّةِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِيهَا أَنْهَارٌ) : مُسْتَأْنَفٌ شَارِحٌ لِمَعْنَى الْمَثَلِ.
وَقِيلَ: (مَثَلُ الْجَنَّةِ) : مُبْتَدَأٌ، وَ (فِيهَا أَنْهَارٌ) : جُمْلَةٌ هِيَ خَبَرُهُ.
وَقِيلَ: «الْمَثَلُ» زَائِدٌ، فَتَكُونُ «الْجَنَّةُ» فِي مَوْضِعِ مُبْتَدَأٍ؛ مِثْلُ قَوْلِهِمْ:
... ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا وَ «اسْمُ» زَائِدٌ.
(غَيْرِ آسِنٍ) : عَلَى فَاعِلٍ، مِنْ أَسَنَ بِفَتْحِ السِّينِ؛ وَأَسِنٍ، مِنْ أَسِنَ بِكَسْرِهَا، وَهِيَ لُغَةٌ.


الصفحة التالية
Icon