قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ) : الْجُمْهُورُ عَلَى النَّصْبِ، وَالْعَامِلُ فِيهِ فِعْلٌ مَحْذُوفٌ يُفَسِّرُهُ الْمَذْكُورُ. وَ (بِقَدَرٍ) : حَالٌ مِنَ الْهَاءِ، أَوْ مِنْ كُلَّ؛ أَيْ مُقَدَّرًا.
وَيُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ، وَ «خَلَقْنَاهُ» نَعْتٌ لِكُلٍّ، أَوْ لِشَيْءٍ، وَ «بِقَدَرٍ» خَبَرُهُ؛ وَإِنَّمَا كَانَ النَّصْبُ أَقْوَى لِدَلَالَتِهِ عَلَى عُمُومِ الْخَلْقِ، وَالرَّفْعُ لَا يَدُلُّ عَلَى عُمُومِهِ، بَلْ يُفِيدُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَخْلُوقٍ فَهُوَ بِقَدَرٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَعَلُوهُ) : هُوَ نَعْتٌ لِشَيْءٍ أَوْ كُلٍّ، وَ «فِي الزُّبُرِ» : خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَنَهَرٍ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ النُّونِ، وَهُوَ وَاحِدٌ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ.
وَيُقْرَأُ بِضَمِّ النُّونِ وَالْهَاءِ عَلَى الْجَمْعِ مِثْلُ سَقْفٍ وَسُقُفٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَكِّنُ الْهَاءَ، فَيَكُونُ مِثْلَ أَسَدٍ وَأُسُدٍ. وَ (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) : هُوَ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ: «فِي جَنَّاتٍ». وَاللَّهُ أَعْلَمُ.