قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَرَهْبَانِيَّةً) : هُوَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ «ابْتَدَعُوهَا» لَا بِالْعَطْفِ عَلَى الرَّحْمَةِ؛ لِأَنَّ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَا يَبْتَدِعُونَهُ.
وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَيْهِمَا، وَابْتَدَعُوهَا نَعْتٌ لَهُ؛ وَالْمَعْنَى: فَرَضَ عَلَيْهِمْ لُزُومَ رَهْبَانِيَّةٍ ابْتَدَعُوهَا؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: (مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ).
قَالَ تَعَالَى: (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِئَلَّا يَعْلَمَ) : لَا زَائِدَةٌ، وَالْمَعْنَى: لِيَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ عَجْزَهُمْ.
وَقِيلَ: لَيْسَتْ زَائِدَةً، وَالْمَعْنَى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ عَجْزَ الْمُؤْمِنِينَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


الصفحة التالية
Icon