قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ) أَيْ يُعَذَّبُونَ، أَوْ يُهَانُونَ، أَوِ اسْتَقَرَّ ذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ. وَقِيلَ: هُوَ ظَرْفُ «أَحْصَاهُ».
قَالَ تَعَالَى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (ثَلَاثَةٍ) : هُوَ مَجْرُورٌ بِإِضَافَةِ «نَجْوَى» إِلَيْهِ؛ وَهِيَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى التَّنَاجِي، أَوْ الِانْتِجَاءِ.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ النَّجْوَى اسْمًا لِلْمُتَنَاجِينَ، فَيَكُونَ «ثَلَاثَةٍ» صِفَةً، أَوْ بَدَلًا.
(وَلَا أَكْثَرَ) : مَعْطُوفٌ عَلَى الْعَدَدِ. وَيُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ، وَمَا بَعْدَهُ الْخَبَرُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى مَوْضِعِ «مِنْ نَجْوَى».
قَالَ تَعَالَى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيَتَنَاجَوْنَ) : يُقْرَأُ: (وَيَنْتَجُونَ) وَهُمَا بِمَعْنًى؛ يُقَالُ: تَنَاجَوْا وَانْتَجَوْا.
قَالَ تَعَالَى: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَإِذْ لَمْ) : قِيلَ: «إِذْ» بِمَعْنَى إِذَا، كَمَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ) [غَافِرٍ: ٧١].


الصفحة التالية
Icon