(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا) : قِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى «الْمُهَاجِرِينَ» فَـ «يُحِبُّونَ» عَلَى هَذَا: حَالٌ.
وَقِيلَ: هُوَ مُبْتَدَأٌ وَ «يُحِبُّونَ» الْخَبَرُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالْإِيمَانَ) : قِيلَ: الْمَعْنَى: وَأَخْلَصُوا الْإِيمَانَ. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: وَدَارَ الْإِيمَانِ
وَقِيلَ: الْمَعْنَى تَبَوَّءُوا الْإِيمَانَ؛ أَيْ جَعَلُوهُ مَلْجَأً لَهُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (حَاجَةً) : أَيْ مَسَّ حَاجَةٍ.
قَالَ تَعَالَى: (لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (١٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا يَنْصُرُونَهُمْ) : لَمَّا كَانَ الشَّرْطُ مَاضِيًا جَازَ تَرْكُ جَزْمِ الْجَوَابِ.
قَالَ تَعَالَى: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (١٤)).
وَالْجِدَارُ: وَاحِدٌ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ.
وَقَدْ قُرِئَ «مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ» وَجُدُرٌ عَلَى الْجَمْعِ.
قَالَ تَعَالَى: (كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٥)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَمَثَلِ) : أَيْ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ.
وَ (قَرِيبًا) أَيِ اسْتَقَرُّوا مِنْ قَبْلِهِمْ زَمَنًا قَرِيبًا، أَوْ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ قَرِيبًا؛ أَيْ عَنْ قَرِيبٍ.
قَالَ تَعَالَى: (فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (١٧)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا) : يُقْرَأُ بِالنَّصْبِ عَلَى الْخَبَرِ.
وَ (أَنَّهُمَا فِي النَّارِ) الِاسْمُ. وَيُقْرَأُ بِالْعَكْسِ. وَ (خَالِدَيْنِ فِيهَا) : حَالٌ، وَحَسُنَ لَمَّا كَرَّرَ اللَّفْظَ.
وَيُقْرَأُ «خَالِدَانِ» عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ «أَنَّ».
قَالَ تَعَالَى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الْمُصَوِّرُ) : بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَرَفْعِ الرَّاءِ، عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ، وَبِفَتْحِهَا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ «الْبَارِئُ» عَزَّ وَجَلَّ، وَبِالْجَرِّ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْحَسَنِ الْوَجْهِ عَلَى الْإِضَافَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


الصفحة التالية
Icon