قَوْلُهُ تَعَالَى: (النُّشُورُ أَأَمِنْتُمْ) : يُقْرَأُ بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَةِ عَلَى الْأَصْلِ، وَبِقَلْبِهَا وَاوًا فِي الْوَصْلِ؛ لِانْضِمَامِ الرَّاءِ قَبْلَهَا. وَ (أَنْ يَخْسِفَ) وَ (أَنْ يُرْسِلَ) : هُمَا بَدَلَانِ مِنْ بَدَلِ الِاشْتِمَالِ.
قَالَ تَعَالَى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «صَافَّاتٍ» حَالًا، وَ «فَوْقَهُمْ» ظَرْفٌ لَهَا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «فَوْقَهُمْ» حَالًا، وَ «صَافَّاتٍ» : حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي «فَوْقَهُمْ».
(وَيَقْبِضْنَ) : مَعْطُوفٌ عَلَى اسْمِ الْفَاعِلِ حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى؛ أَيْ يَصْفُفْنَ وَيَقْبِضْنَ؛ أَيْ صَافَّاتٍ وَقَابِضَاتٍ. وَ (مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي يَقْبِضْنَ، وَمَفْعُولُ يَقْبِضْنَ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ أَجْنِحَتَهُنَّ.
قَالَ تَعَالَى: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ... (٢٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَمَّنْ) :«مَنْ» مُبْتَدَأٌ؛ وَهَذَا خَبَرُهُ، وَ «الَّذِي» وَصِلَتُهُ: نَعْتٌ لِهَذَا، أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ. وَ (يَنْصُرُكُمْ) : نَعَتُ «جُنْدٌ» مَحْمُولٌ عَلَى اللَّفْظِ، وَلَوْ جُمِعَ عَلَى الْمَعْنَى لَجَازَ.
قَالَ تَعَالَى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُكِبًّا) : حَالٌ، وَ «عَلَى وَجْهِهِ» : تَوْكِيدٌ، وَأَهْدَى خَبَرُ [٢٠٧] «مَنْ» وَخَبَرُ «مَنْ» الثَّانِيَةِ مَحْذُوفٌ.
قَالَ تَعَالَى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (٣٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (غَوْرًا) : هُوَ خَبَرُ أَصْبَحَ، أَوْ حَالٌ إِنْ جَعَلْتَهَا التَّامَّةَ. وَفِيهِ بُعْدٌ.
وَالْغَوْرُ: مَصْدَرٌ فِي مَعْنَى الْغَائِرِ. وَيُقْرَأُ «غُؤُورًا» بِالضَّمِّ وَالْهَمْزِ عَلَى فُعُولٍ، وَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً لِانْضِمَامِهَا ضَمًّا لَازِمًا، وَوُقُوعِ الْوَاوِ بَعْدَهَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ