قَالَ تَعَالَى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩)).
وَالْهَاءُ فِي «يَدْعُوهُ» ضَمِيرُ اسْمِ اللَّهِ؛ أَيْ قَامَ مُوَحِّدًا اللَّهَ.
وَ (لِبَدًا) : جَمْعُ لِبْدَةٍ، وَيُقْرَأُ بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، مِثْلُ حُطَمَ؛ وَهُوَ نَعْتٌ لِلْمُبَالِغَةِ. وَيُقْرَأُ مُشَدَّدًا مِثْلُ: صُوِّمَ.
قَالَ تَعَالَى: (إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (٢٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا بَلَاغًا) : هُوَ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ. وَ (مَنْ أَضْعَفُ) : قَدْ ذُكِرَ أَمْثَالُهُ.
قَالَ تَعَالَى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (٢٧) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (٢٨)).
وَ (مَنِ ارْتَضَى) :«مَنِ» اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْجِنْسِ. وَقِيلَ: هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ: فَإِنَّهُ.
وَ (رَصَدًا) : مَفْعُولُ يَسْلُكُ؛ أَيْ مَلَائِكَةً رَصَدًا.
وَ (عَدَدًا) : مَصْدَرٌ، لِأَنَّ أَحْصَى بِمَعْنَى عَدَّ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَمْيِيزًا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.