قَالَ تَعَالَى: (كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كِتَابٌ) أَيْ هُوَ مَحَلُّ كِتَابٍ، لِأَنَّ السِّجِّينَ مَكَانٌ.
وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: هُوَ كِتَابٌ؛ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ، وَالتَّقْدِيرُ: وَمَا أَدْرَاكَ مَا كِتَابُ سِجِّينٍ.
قَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (١٧) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (١٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (ثُمَّ يُقَالُ) : الْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ مُضْمَرٌ تُفَسِّرُهُ الْجُمْلَةُ بَعْدَهُ. وَقِيلَ: هُوَ الْجُمْلَةُ نَفْسُهَا. وَأَمَّا «عِلِّيُّونَ» فَوَاحِدُهَا عِلِّيٌّ؛ وَهُوَ الْمُلْكُ.
وَقِيلَ: هُوَ صِيغَةٌ لِلْجَمْعِ مِثْلُ عِشْرِينَ، وَلَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ، وَالتَّقْدِيرُ: عِلِّيُّونَ مَحَلُّ كِتَابٍ. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: مَا كِتَابُ عِلِّيِّينَ.
قَالَ تَعَالَى: (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣)).
وَ (يَنْظُرُونَ) : صِفَةٌ لِلْأَبْرَارِ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، وَأَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا.
وَ «عَلَى» يَتَعَلَّقُ بِهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا إِمَّا مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْمَجْرُورِ قَبْلَهَا، أَوْ مِنَ الْفَاعِلِ فِي «يَنْظُرُونَ».
قَالَ تَعَالَى: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (عَيْنًا) أَيْ أَعْنِي عَيْنًا. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: يُسْقَوْنَ عَيْنًا؛ أَيْ مَاءَ عَيْنٍ.
وَقِيلَ: هُوَ حَالٌ مِنْ (تَسْنِيمٍ) وَ «تَسْنِيمٍ» عَلَمٌ. وَقِيلَ: «تَسْنِيمٍ» : مَصْدَرٌ، وَهُوَ النَّاصِبُ عَيْنًا. وَ (يَشْرَبُ بِهَا) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْإِنْسَانِ.
قَالَ تَعَالَى: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (هَلْ ثُوِّبَ) : مَوْضِعُ الْجُمْلَةِ نَصْبٌ بِـ «يَنْظُرُونَ».
وَقِيلَ: لَا مَوْضِعَ لَهُ. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: يُقَالُ لَهُمْ: هَلْ ثُوِّبَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


الصفحة التالية
Icon